التوابون - الدكتور إبراهيم بيضون - الصفحة ١٥٠
المعركة الفاصلة، غير واضحة تماما. فهناك قوى غير متكافئة ستخوض حربا هي بالنتيجة غير متكافئة. فالتوابون كما أشرنا قبلا، لم يطرأ على وضعهم العسكري أي تحسن، وانما افتقدوا بعض العناصر القتالية، فانخفض عددهم إلى ما يزيد على الثلاثة آلاف مقاتل بقليل. وعلى العكس من ذلك كان جيش الأمويين متفوقا بصورة ملحوظة، حيث تشير بعض التقديرات إلى أنه جاوز العشرين ألفا (1). وهناك تقديرات أخرى لا شك انها احتوت على كثير من المبالغة أشارت إلى أنه بلغ الستين ألفا (2). ولابد ان الرقم الأول هو الأقرب إلى الحقيقة، وكانت عناصره موزعة، وفقا للنظام الحربي التقليدي، إلى خمسة ألوية: مقدمة ومؤخرة وقلب وجناحين. وكان على كل لواء قائد من القواد الخمسة الذين مر ذكرهم. وعقدت القيادة العامة طبعا لأمير الحملة عبيد الله بن زياد. اما التوابون فقد شكلوا خطا واحدا للتصدي بقيادة سليمان، يعاونه عبد الله بن سعد بن نفيل على الميمنة والمسيب بن نجبه على الميسرة (3).

(1) الفتوح لابن الأعثم الكوفي. نسخة اسطنبول (مخطوطة).
(2) تاريخ خليفة 1 / 331.
(3) الطبري: 7 / 75.
(١٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 ... » »»