التوابون - الدكتور إبراهيم بيضون - الصفحة ١٤٥
ان القوم قد فصلوا من الرقة فبادروهم إلى عين الوردة (1) فاجعلوا المدينة في ظهوركم ويكون الرستاق والماء والمادة في أيديكم وما بيننا وبينكم فأنتم آمنون منه. فاطووا المنازل فوالله ما رأيت جماعة قط أكرم منكم، فأني أرجو أن تسبقوهم، وان قاتلتموهم فلا تقاتلوهم في فضاء ترامونهم وتطاعنوهم فإنهم أكثر منكم ولا آمن أن يحيطوا بكم فلا تقفوا إليهم فيصرعوكم ولا تصغوا إليهم فاني لا أرى معكم رجالة ومعهم الرجالة والفرسان وبعضهم يحمي بعضا، ولكن ألقوهم في الكتائب والمقانب ثم بثوها فيما بين ميمنتهم وميسرتهم واجعلوا مع كل كتيبة أخرى إلى جانبها، فان حمل على احدى الكتيبتين رحلت الأخرى فنفست عنها. ومتى شاءت كتيبة ارتفعت ومتى شاءت كتيبة انحطت، ولو كنتم صفا واحدا فزحفت إليكم الرجالة فدفعتم عن الصف انتفض وكانت الهزيمة (2).

(1) رأس عين تنبع على بضعة أميال إلى الشمال من قرقيسيا على نهر الفرات، ابن الأثير : 4 / 76، جون جلوب: إمبراطورية العرب 134.
(2) الطبري 7 / 73 - 74، ابن الأثير: 4 / 76.
(١٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 ... » »»