التوابون - الدكتور إبراهيم بيضون - الصفحة ١٣٩
التكفير عن الذنب في (عين الوردة). فقد كان الانفلات من نظام القبيلة كوحدة قتالية أمرا مألوفا إلى حد كبير، على خلاف ما عرفه التقليد العربي بصفة عامة في ميادين الحرب. وكان لهذا الواقع مدلولا آخرا، هو أن نفرا قليلا فقط من جمهور الشيعة الكوفيين خرج إلى (النخيلة) اما الغالبية، فقد التزم بعضها بقرار القبيلة في معارضة الحركة، وبعض آخر ظل على تردده يترقب انجلاء الأمور. اما الاشراف فقد كانوا أكثر الفئات ابتهاجا بخروج التوابين حيث انزاح عنهم كابوس ظل لفترة يؤرق مضاجعهم، ويفقدهم نعمة الاستقرار. وثمة شخص آخر في الكوفة، لم يكن أقل شعورا بالفرح من الاشراف هو المختار الثقفي، وكان لا يزال في السجن ينظر من وراء قضبانه فيجد الساحة الشيعية خالية من منافسيه، فإذا به المستفيد الأكبر من غياب التوابين. وبسرعة عاد إلى تحركه وأخذ يصعد نشاطه في أوساط الحزب الشيعي، حتى أصبح بعد قليل من الوقت زعيم هذا الحزب غير المنافس، والى حين زعيم الكوفة بأسرها.
(١٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 ... » »»