التوابون - الدكتور إبراهيم بيضون - الصفحة ١٥٣
جانب الأمويين الذين بادروا بارسال أحد القائدين المهزومين (الحصين بن نمير) إلى (عين الوردة) ومعه اثني عشر ألفا من الجنود حيث أصبح وجها لوجه مع التوابين..
وكان ذلك ايذانا بوقوع الحرب فعليا (1) حين اندفع التوابون من مواقعهم بقيادة سليمان بن صرد التحموا مع قوات الحصين الأموية التي تفوقهم كثيرا في العدد، وذلك في يوم الأربعاء في الثاني والعشرين من جمادي الأولى سنة 65 هجري / 4 كانون الثاني 685 م بعد خمسة أيام من نزولهم في (عين الوردة) (2).
ويظهر من سير الاشتباكات الأولية أن وضع التوابين - برغم قلتهم العددية - كان معززا، ومعنوياتهم في ارتفاع دائم، أما الحماس فقد بلغ حدا لا يوصف، وكانت تستثيره نداءات سليمان في صخب المعركة فتزيده التهابا وتأججا: يا شيعة آل محمد، يا من يطلبوا بدم الشهيد ابن فاطمة، أبشروا بكرامة الله عز وجل، فوالله ما بينكم ودخول الجنة والراحة من هذه الدنيا الا فراق الأنفس والتوبة والوفاء بالعهد (3).

(١) ابن كثير: ٨ / ٢٥٤.
(٢) فلهوزن: الخوارج والشيعة 195.
(3) الفتوح لابن الأعثم الكوفي. نسخة اسطنبول. (مخطوطة).
(١٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 ... » »»