التوابون - الدكتور إبراهيم بيضون - الصفحة ١٤٩
وفي الطريق إلى العراق تسربت معلومات إلى الجيش الأموي عن تحركات التوابين باتجاه (عين الوردة) فحول ابن زياد خط سيره نحو تجمعاتهم ليكونوا أول فريسة له. ولكن تطورات جديدة حدثت في دمشق حينذاك، كان يمكن ان تؤدي إلى ارتباك في هذا الجيش، حين تناقلت الاخبار موت الخليفة مروان وتعيين ابنه عبد الملك (1)، الا ان ذلك لم يترك أي انعكاس في صفوف الجند، أو يحدث أي تعديل في خطط الحملة، ذلك أن الخليفة الجديد سارع إلى تأكيد أوامر الخلافة باستئناف المهمة التي أوكلت إلى هذه الحملة واقرار قائدها في منصبه. وبدوره كان ابن زياد أكثر تجاوبا مع سيده فأرسل اليه بيعته بالخلافة ومعه جميع عناصر الجند في الحملة.
لم يكن سوى أيام لحسم الموقف الذي أخذ في التأزم، كلما اقترب الجيش الأموي من معسكر التوابين في (عين الوردة)، حيث كان ترقب مثير من جانب هؤلاء الذين وجدوا في أعدائهم تفوقا عدديا ظاهرا وامكانيات عسكرية مذهلة، بالمقارنة مع جنودهم القلائل وامكانياتهم المحدودة. والواقع ان الصورة كما بدت عشية الالتحام في

(1) 3 رمضان سنة 65 هجري. تاريخ خليفة 1 / 331.
(١٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 ... » »»