التوابون - الدكتور إبراهيم بيضون - الصفحة ١٤١
بعد أن فتر حماسها وأدركها الخوف عند تواتر الاخبار عن جيش كبير للأمويين زاحف من دمشق، فآثرت السلامة والعودة. ويبدو ان عددها كان محدودا فلم يؤثر على الخطة العامة للتوابين. ولكن هذا لم يمنع حاجة هؤلاء الملحة إلى المساعدات المادية والعسكرية لمجابهة نظام راسخ في دمشق وجيوش على مستوى رفيع من التنظيم. ولهذا جرت اتصالات بين سليمان بن صرد وبين زفر بن الحارث الكلابي صاحب قرقيسيا عند اقتراب التوابين من أبواب المدينة وكان المسيب بن نجبه، نائب سليمان والرجل القوي (1) في الحركة رسول سيده إلى الأمير الكلابي (2). وكان هذا الأخير قد أمر باغلاق المدينة تحسبا للظروف، فلما قابله المسيب وعرفه بنفسه وشرح له أبعاد تحركهم هذا، أبدى تعاطفا ملحوظا معهم واستعدادا للتجاوب مع ما يطلبونه من مساعدات، دون أن ينسى تسويغ موقفه باغلاق الأبواب في وجههم: انا لم نغلق أبواب هذه المدينة الا لنعلم إيانا تريدون أم غيرنا، وما بنا عجز عن الناس وما نحب قتالكم وقد بلغنا عنكم صلاح وسيرة جميلة (3).

(1) الطبري: 7 / 74.
(2) الطبري: 7 / 72.
(3) ابن الأثير: 4 / 75.
(١٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 ... » »»