التوابون - الدكتور إبراهيم بيضون - الصفحة ١١٨
الحجاز، حيث حدثه أحدهم (1) عن أهلها بقوله: انهم في صلاح واتساق على طاعة ابن الزبير، الا ان طائفة من الناس إليهم عدد أهل مصر لو كان لهم رجل يجمعهم على رأيهم أكل بهم الأرض إلى يوم ما (2). فأجابه المختار: أنا أبو اسحق، أنا والله لهم، أنا أجمعهم على مر الحق، وأنفي بهم ركبان الباطل وأقتل بهم كل جبار عنيد (3).
وهكذا جاء المختار إلى الكوفة، تتجاذبه أحلام السيادة والتحكم على المدينة بسهولة ويسر، معتمدا على تردد شيعتها من حكومة ابن الزبير، ومحاولة استقطابهم عن طريق شعار الثأر للحسين وهو نفس الشعار الذي طرحه التوابون، وتبعتهم جماهير الكوفة الشيعية من أجله. ولكن المختار اختلف عنهم بأنه ذهب إلى أبعد من الانتقام والتكفير عن الذنب، إلى السعي لاستلام الحكم (4) وهو أمر رفضه التوابون. ولكي يزيد حجته تسويغا، ويضفي على حركته نوعا من الشرعية، زعم أن

(1) هاني بن أبي حية الوادعي، الطبري 7 / 63.
(2) الطبري: 7 / 63.
(3) الطبري: 7 / 63.
(4) J. Perier vie Dal - hadjdadj 25
(١١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 ... » »»