التوابون - الدكتور إبراهيم بيضون - الصفحة ١٢٢
يصعدون الجهود ويركزون الحملات الإعلامية عبر اتجاهين رئيسيين. أولا: عن طريق التبشير بأفكار الدعوة (1) والمفهوم الحقيقي للتحرك. وثانيا: عن طريق القيام بعروض شبه عسكرية والتجوال في شوارع الكوفة وأسواقها مع سواها من المدن (2) لاستثارة الجماهير واجتذاب أكبر عدد من المتطوعين للحركة.
كانت سنة خمس وستين للهجرة (684 م) قد حلت، وفي هذه السنة خرجت حركة التوابين من محتواها التخطيطي وإطارها التبشيري إلى مرحلة التنفيذ الحاسم. فلم يعد يفصلها غير شهور قليلة عن موعدها الفاصل الذي حددته لانطلاقتها من (النخيلة). ومعنى ذلك أن الفئات الشيعية التي التزمت مبدئيا بالحركة، كان عليها أن تبادر إلى تحمل مسؤوليتها بالسرعة الممكنة. ولكن الذي حدث ان عدد المنتمين فعليا إلى الحركة حينئذ كان لا يزال قليلا (3)،

(1) كان من أبرز الدعاة حماسة واندفاعا عبد الله المري الذي كان يردد: ويل للقاتل وملامة للخاذل! ان الله لم يجعل لقاتله حجة، ولا لخاذله معذرة - الا ان يناصح الله في التوبة فيجاهد القاتلين وينابذ القاسطين. فعسى الله عند ذلك أن يقبل التوبة ويقيل العثرة. انا ندعوكم إلى كتاب الله وسنة نبيه والطلب بدماء أهل بيته، والى جهاد المحلين والمارقين الطبري: 7 / 52.
(2) الطبري: 7 / 55.
(3) ابن كثير: 8 / 551.
(١٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 ... » »»