بينهم الكثير ممن يعوزهم الانضباط والقناعة. وكان أشد التوابين ارتباكا بهذه النتيجة وأكثرهم انزعاجا هو زعيم الحركة الذي وجد أن هذا العدد (1) لا يتناسب مع حجم القضية التي يقاتلون في سبيلها. وكان لا بد من تصعيد لعمليات الدعاية من أجل استقطاب المزيد من المؤيدين.. ومن الشعارات التي كثر تردادها حينئذ: من أراد الجنة فليلتحق بسليمان في النخيلة.. من أراد التوبة فليلتحق بسليمان (2) إلى غير ذلك من الشعارات التي لم تخرج عن اطار الغفران والتكفير عن الذنب.
ولقد أعطت هذه الحملة بعض ثمارها ولاقت قدرا من التجاوب، ولكن المسألة لم تكن في تجمع المؤيدين في أسواق الكوفة (3) بل فيمن يمتلك القدرة على الصمود والاستمرار عندما ترفع راية الحرب ويتعالى صورت النفير، وهؤلاء لم يتجاوز عددهم في بادئ الامر الألف مقاتل، ثم ارتفع هذا العدد مع تصعيد الحملات الدعائية إلى نحو أربعة آلاف مقاتل (4) كانوا جميعا مستعدين