التوابون - الدكتور إبراهيم بيضون - الصفحة ١١٦
وفي تلك الأثناء كان ابن الزبير يعمل على تأكيد سلطته في الأقاليم التي خضعت له بعد أن أصبح الرجل القوي في العالم الاسلامي. وأخذ عماله الذين انتدبهم لإدارة هذه الأقاليم يصلون تباعا. ففي الكوفة التي يهمنا الوقوف على التطورات السياسية فيها عشية خروج التوابين، أرسل إليها اثنين من عماله أحدهما اختص بشؤون السياسية والحرب هو عبد الله بن يزيد الأنصاري (1)، وثانيهما انصرف إلى شؤون الإدارة والخراج وهو إبراهيم ابن محمد بن طلحة (2)، حفيد الصحابي المعروف طلحة بن عبيد الله. وانتهت بذلك تلك الفترة الانتقالية التي تولاها باسم الحزب الزبيري، عامر بن مسعود، لتصبح الكوفة احدى ولايات الخلافة الزبيرية.
ولم تقتصر أحداث الكوفة على هذه التغييرات السياسية المهمة، وانما شهدت أحداثا أخرى على قدر كبير من الخطورة، كادت أن تمزق الجبهة الشيعية، وان تبعثر قواها، وذلك بظهور أحد المغامرين بصورة فجائية في الكوفة حينئذ، هو المختار بن أبي عبيد الثقفي (3). وكان هذا الأخير شخصية مثيرة دار حولها كثير من الجدل،

(1) الطبري: 7 / 53، ابن كثير: 8 / 248.
(2) الطبري: 7 / 53، ابن كثير: 8 / 248.
(3) الطبري: 7 / 53.
(١١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 ... » »»