وكان الإمام رجل سياسة.
كان سياسيا على مستوى رجل الدولة ورجل العقيدة والرسالة طيلة حياته. ملأ العمل السياسي حياته في عهد النبي (ص) بتكليف منه، وفي عهود الخلفاء الذين تقدموه لحاجتهم إليه أو لحاجة الناس إليه. وكان - بالإضافة إلى ذلك - حاكما ورئيس دولة في السنين الأخيرة من حياته.
وكان الإمام بهذين الاعتبارين في حاجة دائمة إلى أن يعطي لأمته ولأعوانه التوجيهات السياسية اللازمة. وكان في بعض هذه التوجيهات يستعين بعنصر التاريخ ليضئ الفكرة السياسية التي يقدمها، وليعطي توجيهه السياسي صدقا واقعيا إضافة إلى الصدق النظري... صدقا واقعيا يوفر للتوجيه السياسي حرارة ووهجا. إنه بهذا العمل يؤنس التوجيه السياسي، ويجعله بحيث يخالط القلب كما يوجه العقل.