الذين كانوا علماء ينشرون علمهم ووعيهم بين الناس بالحديث والخطابة وحلقات الدرس والتعليم.
وكان الإمام عليه السلام يختار ولاته وعماله على البلدان من ذوي المعرفة ومن أهل البصائر 1. الذين يتمتعون بالمعرفة والوعي والصلابة في العقيدة ليكونوا - إلى جانب عملهم الإداري - معلمين ورجال رسالة، وكان يوجههم نحو هذه المهمة التعليمية والتوجيهية. من ذلك ما كتب به إلى قثم بن العباس عامله على مكة:
أما بعد، فأقم للناس الحج، وذكرهم بأيام الله 2، واجلس لهم العصرين 3، فأفت المستفتي، وعلم الجاهل، وذاكر العالم 4.
* وفي عمله الفكري على صعيد التعليم والتوعية استعان الإمام عليه السلام بعنصر التاريخ ليعطي للفكر حرارة وحياة وحركة، وعمقا في الزمان وفي الإنسان، وليجعل، بهذا، من القضية الفكرية بضعة من الحياة المعاشة تحمل في ثناياها رائحة المعاناة الإنسانية.
*