فالأرض لكم شاغرة (1)، وأيديكم فيها مبسوطة وأيدي القادة عنكم مكفوفة، وسيوفكم عليهم مسلطة، وسيوفهم عنكم مقبوضة. ألا وإن لكل دم ثائرا، ولكل حق طالبا. وإن الثائر في دمائنا كالحاكم في حق نفسه، وهو الله الذي لا يعجزه من طلب، ولا يفوته من هرب. فاقسم بالله يا بني أمية: عما قليل لتعرفنها في أيدي غيركم، وفي دار عدوكم... (2).
وقال عليه السلام:
.. فاقسم ثم أقسم لتنخمنها أمية من بعدي كما تلفظ النخامة (3)، ثم لا تذوقها ولا تطعم بطعمها أبدا ما كر الجديدان (4) (5).
* وهكذا يرى الإمام ببصيرته التي تضئ آفاق المستقبل الملفح في ظلمات الزمان إلا في حركة التاريخ الهادرة، والقوى السياسية التي يحبل بها المجتمع في الحاضر وسيلدها في الآتي من الأيام، لتحرم الفتنة من لذات انتصارها، وتتراجع إلى مواقع الدفاع عن نفسها، وتبدل القوى الحاكمة بقوى جديدة، عادلة أو ظالمة.