نفاضة كنفاضة العكم (1) تعرككم عرك الأديم (2)، وتدوسكم دوس الحصيد (3) وتستخلص المؤمن من بينكم استخلاص الطير الحبة البطينة (4) من بين هزيل الحب (5).
في هذا النص يتابع الإمام الكشف عن وجوه المعاناة:
سيادة حكم الطغيان بسبب أن الشريعة مهملة من حيث التطبيق لأن الراية راية ضلال، ولذا فإن هذا الحكم يتصرف بوحي الغريزة لا على ضوء القانون، ونتيجة ذلك أن الحكم يدوس الأمة ويسحقها، ويذهب بكل صلابة وعنفوان فيها ليحولها إلى كيان مطواع لا إرادة له ولا اختيار، كالجلد الذي سحق وعرك حتى لان ففقد كل صلابة، وكالحصيد الذي ديس حتى تفتت.
ولكن الفتنة، مع ذلك، لا تفلح في القضاء على كل شئ، فرغم الظلم المادي والمعنوي، والتشويه الثقافي تبقى نخبة النخبة محافظة على ذاتها، إنها تكون قليلة العدد حقا، ولكنها أصيلة، صافية، منيعة على الطغيان، والتشويه والإغراء والإرهاب.
* ومن ذلك قوله عليه السلام:
تغيض فيها الحكمة (6)، وتنطق فيها الظلمة، وتدق أهل البدو بمسحلها (7) وترضهم بكلكلها (8) يضيع في غبارها الوحدان (9)، ويهلك في طريقها الركبان، ترد بمر القضاء، وتحلب عبيط