ومن أروع رؤاه لحركة التاريخ في المستقبل رؤيته لحركة الخوارج التمردية، وكيف أنها ستنمو وتتشعب على رغم ما يبدو في الحاضر من مظاهر اندثارها وانقطاع أصلها، وذلك أنه لما قتل الخوارج قيل له: يا أمير المؤمنين: هلك القوم بأجمعهم، فقال:
كلا والله. إنهم نطف في أصلاب الرجال وقرارات النساء (1) كلما نجم منهم قرن قطع (2) حتى يكون آخرهم لصوصا سلابين (3).
* وهكذا تأتي الثورة في أعقاب انتصار الفتنة فتحول بينه وبين الاستقرار، وتحول بين أدواته وبين أن تمكن لمفاهيمها في الأمة، وتتيح بذلك فرصا لقوى الخير الباقية أن تنعم بشئ من الأمان، وأن تقدر على شئ من الحركة يتيح لها إبقاء النور الصافي متألقا في ظلمات الفتنة، في عقول وقلوب كثيرة، بانتظار الأمل الكبير، والنصر النهائي الكبير.