الإسلام يتحدى - وحيد الدين خان - الصفحة ١١٢
نبوته، لكونه أخر الأنبياء، ولأنه يصدقهم ولا ينكرهم، ولأن نجاة البشرية، أو هلاكها في معركة الحياة رهن بايمانها بهذا النبي، أو تكذيبها إياه.
* * * لقد ولد الطفل بمكة صبيحة يوم 29 أغسطس من عام 570 م، وعندما بلغ الأربعين من عمره، أعلن أن الله تعالى أرسله خاتما للنبيين، وكلفه بابلاغ رسالته إلى جميع فئات الجنس البشري، وأن من اتبعه نجا في الحياة الآخرة، ومن كذبه فهو في خسران مبين.
ان أصداء هذا الصوت تمر فوق رؤوسنا اليوم بأشد قوتها، وهو ليس بصوت عادي تتجاهله الآذان.. فهو أكبر نداء في تاريخنا يدعونا إلى تفكير دقيق، وعلينا أن ندرسه بدقة، فاما قبلناه وهو صادق، واما رفضناه لو وجدناه كاذبا... وهيهات.
* * * ثانيا؟ مقياس الرسالة كل فكر يمر بثلاث مراحل، حتى يصبح حقيقة علمية:
المرحلة الأولى: الفرض Hypothesis المرحلة الثانية: الملاحظة Observation المرحلة الثالثة: التحقق Verification والمرحلة الأولى من الحقائق هي أن نفترضها، ثم نشاهدها وندرسها، لنتبين صدقها أو كذبها، فان وجدناها صحيحة في ضوء الدراسة، قبلناها، لتصبح حقيقة علمية، وقد ينقلب هذا الوضع، فإننا في بعض الأحيان نشاهد أشياء نتوصل بها إلى نظرية، ثم نبدأ البحث في ضوئها.
وبناء على هذا الأساس فان دعوى النبوة (فرض). وعلينا أن نفتش عما إذا كانت (الملاحظات) تؤيد هذا الفرض؟ فإذا أيدته المشاهدات أصبح (حقيقة) مصدقة، يلزمنا قبولها..
ولكن ما الملاحظات التي نحتاج إليها لاختبار هذا الفرض؟.
وما المظاهر الخارجية التي تؤيد كون محمد (صلى الله عليه وسلم) نبيا حقا؟.
وما الخصائص والميزات التي اجتمعت في الرسول، ولا نجد لها تفسيرا الا إذا قلنا: انه كان نبيا!.
في رأيي أنه لا بد من مقياسين لاختبار الأنبياء:
أولا: أن يكون رجلا مثاليا بصورة غير عادية، فان الذي يصطفى ليكون كليم الله،
(١١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 ... » »»