الإسلام يتحدى - وحيد الدين خان - الصفحة ١١٠
ان الاشراق أمر معروف لدى الناس، وهو يدلنا على فهم ذلك النظام الاشراقي العظيم بين الاله والعباد، والذي يكون في أكمل صوره حين يبلغ درجة الوحي، وهذا الوحي لا يعدو أن يكون اشراقا كونيا، من نوع الاشراقات التي عهدناها في حياتنا على مستويات محدودة.
* * * أولا؟ ضرورة الرسالة وينبغي؟ بعد وضوح امكان الوحي والالهام؟ أن نبحث عما إذا كان ضروريا أن يخاطب الله انسانا، ليبلغ كلامه إلى الناس؟.
ان أكبر دليل على هذه الضرورة هو أن الأمر الذي يخبر عنه الرسول من أهم الأمور التي تتعلق بحياة الانسان ومصيرة، والانسان لا يستطيع أن يصل إلى تلك الحقائق بجهوده الشخصية، انه يبحث منذ آلاف السنين عن حقيقة الكون كي يفهم أسرار بدء الحياة ونهايتها، وحقائق الشر والخير، وكيفية صوغ الانسان من أجل الانسانية، وتنظيم أجهزة الحياة حتى تستطيع الانسانية أن تسير قدما في طريق الخير والرفاهية.. ولم تكلل هذه الجهود بالنجاح إلى يوم الناس هذا. فقد كشفنا عن اسرار الحديد والبترول، وتعرفنا على حقائق الطبيعة بعد جهد قصير، ولكننا عاجزون عن كشف علم الانسان، رغم أن جهود أعظم عقولنا العبقرية تواصل البحث عن هذا العلم، ولم تستطع، حتى الآن، تحديد مبادئه وأسسه. ان هذا هو أكبر دليل على أن الانسان يحتاج إلى هدى الله من أجل أن يعرف نفسه!.
* * * ومن المسلم عند الانسان الجديد انه لم يفلح بعد في كشف لغز الحياة، ولكنه على كل حال يأمل في أن يساعده القدر يوما لرفع القناع عن هذا السر المعقد، ولا ريب أن عجز مجتمع العلم والصنعة عن اشباع الحاجات النفسية للانسان يؤكد الفكرة التي تقول:
اننا أعطينا أهمية غير عادية للعلوم المادية، على حين تركنا العلوم الانسانية في مراحلها البدائية، أما الذين دفع بهم طموحهم الجارف إلى العمل في هذا المجال، مجال (العلوم الانسانية) فهم كذلك لم يستطيعوا كشف شئ ما، بل لجوا في ضلالهم يعمهون، يقول الدكتور الكسيس كيريل (الحائز على جائزة نوبل للعلوم):
ان مبادىء الثورة الفرنسية، وأفكار ماركس، ولينين، لا تنطبق الا على الانسان العقلي المثالي. ومن الواجب أن نشعر بصراحة تامة بأن قوانين العلاقات الانسانية لم تكشف بعد.
(١١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 ... » »»