الإسلام يتحدى - وحيد الدين خان - الصفحة ١١١
أما الاجتماع والاقتصاد وما أشبههما، فهي علوم افتراضية محضة، بدون أدلة يمكن اثباتها بها (1).
ولا شك أن علومنا الجديدة قد فتحت مجالات أمام الانسان، ولكنها في نفس الوقت جعلت المسألة أكثر تعقيدا، ولم تساعد في حل الأزمة في أية مرحلة.
ويقول الأستاذ ج. و. ن. سوليفان:
ان الكون الذي كشفه العلم الحديث هو أكثر غموضا وابهاما من التاريخ الفكري بأكمله، ولا شك في أن علمنا عن الطبيعة أكثر غزارة من أي عصر مضى، ولكن هذه المعلومات كلها غير مقنعة، فنحن نواجه اليوم الابهام والمتناقضات في كل ناحية (2).
هذه الكارثة المؤسفة التي نقف أمامها، بعد بحث طويل في العلوم المادية عن سر الحياة، تدلنا على أن ادراك سر الحياة لن يتاح للانسان (3).
ان أحوالنا تحتم علينا معرفة سر الحياة، إذ أننا لا نستطيع مواصلة الحياة في أكمل صورها دون معرفة، ولذلك كان خير ما نتمنى بقبولنا أن ندركه، ولا يرضى أسمى جزء من شخصيتنا، وهو العقل، أن يطمئن بدونه. فحياتنا مبعثرة لفقداننا هذه الحقيقة.
سر الحياة هو ضرورتنا الكبرى، هذا من ناحية: ولكننا، من ناحية أخرى، لا نستطيع أن نظفر به بجهودنا وحدها..
هذه الحالة وحدها تكفي لنتبين حاجتنا الشديدة إلى الوحي، فأهمية سر الحياة. ثم خروج هذا السر عن دائرة قوى الانسان، يدل على أنه لابد أن تأتي المعرفة من الخارج أيضا، كالضوء والحرارة اللذين تتوقف عليهما حياة الانسان، ولكنهما هيئا من الخارج (4).
* * * ان مهمتنا، بعد التسليم بامكان الوحي وضرورته، هي أن نبحث عن الانسان الذي يدعي أنه نبي.. هل هو صاحب الوحي في الحقيقة؟.. لقد نصت العقيدة الدينية على مجيء عدد كبير من الأنبياء، ولكننا سوف نبحث في هذا الباب عن نبوة رسول الاسلام: سيدنا محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وسلم)، فان نبوة سائر الأنبياء من قبله تثبت تلقائيا لو ثبتت

(1) Man the Undnown, pp. 37.
(2) Limitations of Science, p. 1.
(3) أنظر للتفصيل كتاب الدكتور كيريل، صع 16 19.
(4) سوف نبحث عن هذه المسالة بتوضيح أكثر في الفصول القادمة.
(١١١)
مفاتيح البحث: القناعة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 ... » »»