الإسلام يتحدى - وحيد الدين خان - الصفحة ١٠١
الخارقة لتفسير الكون تستطيع إعادة وقائع الكون مرة أخرى، ولكنه يرفض بعناد تلك النظرية المماثلة التي يتقدم بها الدين، ويعبر السير جيمس جينز عن نظرية هؤلاء القوم قائلا:
لا غرابة إذا كانت أرضنا قد جاءت صدفة نتيجة بعض الحوادث. وإذا بقي كوننا على حاله الراهنة لمدة طويلة مماثلة (لمدة حدوثه صدفة)، فلا نستبعد حدوث أي شئ يمكننا قياسه على الأرض (1).
وترى نظرية النشوء والتطور أن جميع أنواع الحيوانات تنحدر من نوع بدائي واحد، وأنها ارتقت إلى ما هي عليه الآن خلال مراحل تطورية متطاولة. وبناء على هذا التفسير الذي قام بوضعه داروين؟ صاحب هذه الفكرة؟ فان الزراف، الموجود حاليا، كان في بدء الأمر من عشيرة الحيوانات الصغيرة ذوات الظلف، ولكن هذا الحيوان، من خلال العمليات الطويلة التي أعقبت التوالد والتناسل، والتغيرات والفوارق الصغيرة التي طرأت على الجنس الحيواني، استطاع أن يحصل على هذا الهيكل العظيم غير العادي، الذي نشهده اليوم..
يقول داروين موضحا نظريته في الباب التاسع من كتابه:
ومن الأمور الحتمية عندي أنه؟ إذا ما أجريت العملية المطلوبة خلال زمن طويل، فمن الممكن أن نجعل من حيوان ذي ظلف عادي حيوانا مثل الزراف (2).
وهكذا اضطر جميع العلماء، الذين حاولوا شرح الكون والحياة، بطريق طبيعية، إلى أن يسلموا بأنه لو هيئت نفس الأحوال؟ التي ساعدت في خلق الحياة الأولى؟ فمن الممكن حدوث الحياة ولوازمها مرة أخرى. ان امكان حدوث الحياة الأخرى أقوى؟ نظرية؟ من امكان الحياة الأولى، الذي قد وقع فعلا، وأي شئ نسلم به أنه خلق الحياة؟ مهما كان هذا الخالق؟ فلا بد لنا من الاقرار بصفة بدهية بأن ذلك الخالق يستطيع بالتأكيد إعادة نفس الحوادث التي أنشأها للمرة الأولى، ولابد لنا من هذا الاعتراف، اللهم الا إذا أنكرنا الحياة الأولى (الموجودة الآن).. فنحن نفقد جميع الأسس التي قد نبني عليها دعائم انكارنا للحياة الأخرى، عندما نسلم بوجود الحياة الأولى!.
* * *

(1) Modern Scientific Thought, p. 3.
(2) Origin of Species, p. 169.
(١٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 ... » »»