وتواصوا بالنفر في البلدان بالتماس الحنيفية دين إبراهيم نبيهم فاما ورقة فاستحكم في النصرانية وابتغى من أهلها الكتب حتى علم من أهل الكتاب وأما عبيد الله بن جحش فأقام على ما هو عليه حتى جاء الاسلام فأسلم وهاجر إلى الحبشة فتنصر وهلك نصرانيا وكان يمر بالمهاجرين بأرض الحبشة فيقول فقحنا وصأصأتم أي أبصرنا وأنتم تلتمسون البصر مثل ما يقال في الجر وإذا فتح عينيه فقح وإذا أراد ولم يقدر صأصأ واما عثمان ابن الحويرث فقدم على ملك الروم قيصر فتنصر وحسنت منزلته عنده وأما زيد بن عمرو فما هم ان يدخل في دين ولا اتبع كتابا واعتزل الأوثان والذبائح والميتة والدم ونهى عن قتل المؤودة وقال اعبد رب إبراهيم وصرح بعيب آلهتهم وكان يقول اللهم لو انى أعلم أي الوجوه أحب إليك لعبدتك ولكن لا أعلم ثم يسجد على راحته وقال ابنه سعيد وابن عمه عمر بن الخطاب يا رسول الله استغفر الله لزيد بن عمرو قال نعم انه يبعث أمة واحدة ثم تحدث الكهان والحزاة قبل النبوة وانها كائنة في العرب وان ملكهم سيظهر وتحدث أهل الكتاب من اليهود والنصارى بما في التوراة والإنجيل من بعث محمد وأمته وظهرت كرامة الله بقريش ومكة في أصحاب الفيل ارهاصا بين يدي مبعثه ثم ذهب ملك الحبشة من اليمن على يد ابن ذي يزن من بقية التبابعة ووفد عليه عبد المطلب يهنيه عند استرجاعه ملك قومه من أيدي الحبشة فبشره ابن ذي يزن بظهور نبي من العرب وأنه من ولده في قصة معروفة وتحين الامر لنفسه كثير من رؤساء العرب يظنه فيه ونفروا إلى الرهبان والأحبار من أهل الكتاب يسألونهم ببلدتهم علم ذلك مثل أمية بن أبي الصلت الشقي وما وقع له في سفره إلى الشام مع أبي سفيان بن حرب وسؤاله الرهبان ومفاوضته ابا سفيان فيما وقف عليه من ذلك يظن ان الامر له أو لاشراف قريش من بنى عبد مناف حتى تبين لهما خلاف ذلك في قصة معروفة (ثم رجمت) الشياطين عن استماع خبر السماء في أمره وأصغى الكون لاستماع أنبائه * (المولد الكريم وبدء الوحي) * ثم ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفيل لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول لأربعين سنة من ملك كسرى أنو شروان وقيل لثمان وأربعين ولثمانمائة واثنتين وثمانين لذي القرنين وكان عبد الله أبوه غائبا بالشأم وانصرف فهلك بالمدينة وولد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد مهلكه بأشهر قلائل وقيل غير ذلك وكفله جده عبد المطلب بن هاشم وكفالة الله من ورائه والتمس له الرضعاء واسترضع في بنى سعد من بنى هوازن ثم في بنى نصر بن سعد أرضعته منهم حليمة بنت بنت أبي ذؤيب عبد الله ابن الحرث بن شحنة بن رزاح بن ناضرة بن خصفة بن قيس وكان ظئره منهم الحارث
(٤)