تاريخ ابن خلدون - ابن خلدون - ج ٢ق٢ - الصفحة ٨٢
العرب وحولهم طوائف من النمر وتغلب وإياد وغيرهم من العرب وقال عقبة لبهرام دعنا وخالدا فالعرب أعرف بقتال العرب فتركه لذلك واتقى به وسار عقبة إلى خالد وحمل خالد عليه وهو يقيم صفوفه فاحتضنه وأخذه أسيرا وانهزم العسكر عن غير قتال وأسر أكثرهم وبلغ الخبر إلى بهرام فهرب وترك الحصن وتحصن به المنهزمون واستأمنوا لخالد فأبى فنزلوا على حكمه فقتلهم أجمعين وعقبة معهم وغنم ما في الحصن وسبى عيالهم وأولادهم وأخذ من البيعة وهي الكنيسة غلمانا كانوا يتعلمون الإنجيل ففرقهم في الناس منهم سيرين أبو محمد ونصير أبو موسى وحمران مولى عثمان وبعث إلى أبي بكر بالفتح والخمس وقتل من المسلمين عمير بن رباب السهمي من مهاجرة الحبشة وبشير بن سعد والد النعمان ولما فرغ خالد من عين التمر وافق وصول كتاب عياض ابن غنم وهو على من بإزائه من نصارى العرب بناحية دومة الجندل وهم بهرام وكلب وغسان وتنوخ والضجاعم وكانت رياسة دومة لأكيدر بن عبد الملك والجودى بن ربيعة يقتسمانها وأشار أكيدر بصلح خالد فلم يقبلوا منه فخرج عنهم وبلغ خالد مسيره فأرسل من اعترضه فقتله وأخذ ما معه وسار خالد فنزل دومة وعياض عليها من الجهة الأخرى وخرج الجودي لقتال خالد وأخرج طائفة أخرى لقتال عياض فانهزموا من الجهتين إلى الحصن فأغلق دونهم وقتل الجودي وافتتح الحصن عنوة فقتل المقاتلة وسبى الذرية * (الوقائع بالعراق) * وأقام خالد بدومة الجندل فطمع الأعاجم في الحيرة وملأهم عرب الجزيرة غضبا لعقبة فخرج اسواران إلى الأنبار وانتهيا إلى الحصيد والخنافس فبعث القعقاع من الحيرة عسكرين حالا بينهما وبين الريف ثم جاء خالد إلى الحيرة فعجل القعقاع بن عمرو وأبا ليلى بن فدكي إلى لقائهما بالحصيد فقتل من العجم مقتلة عظيمة وقتل الاسواران وغنم المسلمون ما في الحصيد وانهزمت الأعاجم إلى الخنافس وبها البهبوذان من الأساورة وسار أبو ليلى في اتباعهم فهزم البهبوذان إلى المضيخ وكان بها الهذيل بن عمران وربيعة بن بجير من عرب الجزيرة غضبا لعقبة وجاءا مددا لأهل الحصيد فكتب خالد إلى القعقاع وأبى ليلى وواعدهما المضيخ وسار إليهم فتواقفا هنالك وأغاروا على الهذيل ومن معه من ثلاثة أوجه فأكثروا فيهم القتل ففر الهذيل في قليل وكان مع الهذيل عبد العزيز بن أبي رهم من أوس مناة ولبيد بن جرير وكانا أسلما وكتب لهما أبو بكر باسلامهما فقتلا في المعركة فوداهما أبو بكر وأوصى بأولادهما وكان عمر يعتمد بقتلهما وقتل مالك بن نويرة على خالد ولما فرغ خالد من الهذيل
(٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 ... » »»