تاريخ ابن خلدون - ابن خلدون - ج ٢ق٢ - الصفحة ٤٤
عبيدة بن الجراح وسرب رسول الله صلى الله عليه وسلم الجيوش من ذي طوى وأمرهم بالدخول إلى مكة الزبير من أعلاها وخالد من أسفلها وان يقاتلوا من تعرض لهم وكان عكرمة بن أبي جهل وصفوان بن أمية وسهيل بن عمرو قد جمعوا للقتال فناوشتهم أصحاب خالد القتال واستشهد من المسلمين كرز بن جابر من بنى محارب وخنيس بن خالد من خزاعة وسلمة بن جهينة وانهزم المشركون وقتل منهم ثلاثة عشر وأمن النبي صلى الله عليه وسلم سائر الناس وكان الفتح لعشر بقين من رمضان وأهدر دم جماعة من المشركين سماهم يومئذ منهم عبد العزى بن خطل من بنى تيم الأدرم ابن غالب كان قد أسلم وبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم مصدقا ومعه رجل من المشركين فقتله وارتد ولحق بمكة وتعلق يوم الفتح بأستار الكعبة فقتله سعد بن حريث المخزومي وأبو برزة الأسلمي (ومنهم) عبد الله بن سعد بن أبي سرح كان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم ثم ارتد ولحق بمكة ونميت عنه أقوال فاختفى يوم الفتح وأتى به عثمان بن عفان وهو أخوه من الرضاعة فاستأمن له فسكت عليه السلام ساعة ثم أمنه فلما خرج قالا لأصحابه هلا ضربتم عنقه فقال له بعض الأنصار هلا أومأت إلي فقال ما كان لنبي ان تكون له خائنة الأعين ولم يظهر بعد اسلامه الا خير وصلاح واستعمله عمر وعثمان (ومنهم) الحويرث بن نفيل 3 من بنى عبد قصي كان يؤذى رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة فقتله علي بن أبي طالب يوم الفتح (ومنهم) مقيس بن صبابة كان هاجر في غزوة الخندق ثم عدا على رجل من الأنصار كان قتل أخاه قبل ذلك غلطا ووداه فقتله وفر إلى مكة مرتدا فقتله يوم الفتح نميلة بن عبد الله الليثي وهو ابن عمه (ومنهم) قينتا ابن خطل كانتا تغنيان بهجو النبي صلى الله عليه وسلم فقتلت إحداهما واستؤمن للأخرى فأمنها (ومنهم) مولاة لبنى عبد المطلب اسمها سارة واستؤمن لها فأمنها رسول الله صلى الله عليه وسلم واستجار رجلان من بنى مخزوم بأم هانئ بنت أبي طالب يقال إنهما الحرث بن هشام وزهير بن أبي أمية أخو أم سلمة فأمنتهما وأمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم أمانها فأسلما ثم دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد وطاف بالكعبة وأخذ المفتاح من عثمان بن طلحة بعد أن مانعت دونه أم عثمان ثم أسلمته فدخل الكعبة ومعه أسامة بن زيد وبلال وعثمان بن طلحة وأبقى له حجابة البيت فهي في ولد شيبة إلى اليوم وأمر بكسر الصور داخل الكعبة وخارجها وبكسر الأصنام حواليها ومر عليها وهي مشدودة بالرصاص يشير إليها بقضيب في يده وهو يقول جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا فما بقي منهم صنم الا خر على وجهه وأمر بلالا فأذن على ظهر الكعبة ووقف رسول الله صلى الله عليه وسلم بباب الكعبة ثاني يوم الفتح وخطب خطبته المعروفة
(٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 ... » »»