تاريخ ابن خلدون - ابن خلدون - ج ٢ق١ - الصفحة ٣٩
يقشان جيل البربر اه‍ فولد إبراهيم على هذا ثلاثة عشر فإسماعيل من هاجر واسحق من سارة وستة من قنطورا كما ذكر في التوراة والخمسة بنو حجين عند السهيلي أو رعوة عند الطبري وكان إبراهيم عليه السلام قد عهد لابنه اسحق أن لا يتزوج في الكنعانيين وأكد العهد والوصية بذلك لمولاه القائم على أموره ثم بعثه إلى حران مهاجرهم الأول فخطب من ابن أخيه بتويل بن ناحور بن آزر بنته رفقا فزوجها أبوها واحتملها ومن معها من الجواري وجاء بها إلى اسحق في حياة أبيه وعمره يومئذ أربعون سنة فتزوجها وولدت له يعقوب وعيصو توأمين وسنذكر خبرهما ثم قبض الله نبيه إبراهيم صلوات الله عليه بمكان هجرته من أرض كنعان وهو ابن مائة وخمس وسبعين سنة ودفن مع سارة في مغارة عفرون الحبيبي وعرف بالخليل لهذا العهد ثم جعل الله في ذريته النبوة والكتاب آخر الدهر فإسماعيل سكن مع جرهم بمكة وتزوج فيهم وتعلم لغتهم وتكلم بها وصار أبا لمن بعده من أجيال العرب وبعثه الله إلى جرهم والعمالقة الذين كانوا بمكة وإلى أهل اليمن فآمن بعض وكفر بعض ثم قبضه الله إليه وخلف ولده بين جرهم وكانوا على ما ذكر في التوراة اثنى عشر أكبرهم بنايوت وهو الذي تقوله العرب نابت ونبت ثم قيذاروأدبيل وبسام ومشمع وذوما ومسا وحراه وقيما وبطور ونافس وقدما (قال ابن إسحاق) وعاش فيما ذكر مائة وثلاثين سنة ودفن في الحجر مع أمه هاجر ويقال آجر وفي التوراة أنه قبض ابن مائة وسبع وثلاثين سنة وأن شيعته سكنوا من حويلا إلى شور قبالة مصر من مدخل أثور وسكنوا على حذر شيع اخوته وحويلا عند أهل التوراة هي جنوب برقة والوا ومنها قريبة من الياء وشور هي أرض الحجاز وآثور بلاد الموصل والجزيرة ثم ولى أمر البيت من بعد إسماعيل ابنه نابت وأقام ولده بمكة مع أخوالهم جرهم حتى تشعبوا وكثر نسلهم وتعددت بطونهم من عدنان في عداد معد ثم بطون معد في ربيعة ومضر وإياد وأنمار بنى نزار بن معد فضاقت بهم مكة على ما نذكره عند ذكر قريش وأخبار ملكهم بمكة فكانت بطون عدنان هذه كلها من ولد إسماعيل لابنه نابت وقيل لقيذار ولم يذكر النسابون نسلا من ولده الآخرين وتشعبت من إسماعيل أيضا عند جماعة من أهل العلم بالنسب بطون قحطان كلها فيكون على هذا أبا لجميع العرب بعده (وأما اسحق) فأقام بمكانه من فلسطين وعمرو عمى بعد الكثير من عمره وبارك على ولده يعقوب فغضب بذلك أخوه عيصو وهم بقتله فأشارت عليه رفقا بنت بتويل بالسير إلى حران عند خاله لابان بن بتويل فأقام عنده وزوجه بنتيه فزوجه أولا الكبرى واسمها ليا وأخدمها جاريتها زلفة ثم من بعدها أختها الصغرى واسمها راحيل وأخدمها جاريتها بلها وأول من ولد منهن ليا ولدت له روبيل ثم شمعون ثم لاوي ثم يهوذا وكانت راحيل لا تحبل
(٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 ... » »»