تاريخ ابن خلدون - ابن خلدون - ج ٢ق١ - الصفحة ٤٢
لهم فيه مستند لان التمكين يكون بغير الملك ونص القرآن انما هو بولايته على أمور الزرع في جمعه وتفريقه كما قال تعالى اجعلني على خزائن الأرض انى حفيظ عليم ومساق القصة كلها انه مرؤس في تلك الدولة بقرائن الحال كلها لا ما يتوهم من تلك اللفظة الواقعة في دعائه فلا نعدل عن النص المحفوف بالقرائن إلى هذا المتوهم الضعيف وأيضا فالقصة في التوراة قد وقعت صريحة في أنه لم يكن ملكا ولا صار إليه ملك وأيضا فالامر الطبيعي من الشوكة والقطامة له يدفع أن يكون حصل له ملك لأنه انما كان في تلك الدولة قبل أن يأتي إليه اخوته منفردا لا يملك الا نفسه ولا يتأتى الملك في هذا الحال وقد تقدم ذلك في مقدمة الكتاب والله أعلم (وأما عيصو) بن إسحاق فسكن جبال بنى يسعين من بنى جوى احدى شعوب كنعان وهي جبال الشراة بين تبوك وفلسطين وتعرف اليوم ببلاد كرك والشوبك وكان من شعوبهم هناك على ما في التوراة بنو لوطان وبنو شوبال وبنو صمقون وبنو عنا وبنو ديشوق وبنو يصد وبنو ديسان سبعة شعوب ومن بنى ديشون الاشبان فسكن عيصو بينهم بتلك البلاد وتزوج منهم من بنات عنا بن يسعين من جوى وهي أهليقاما وتزوج أيضا من بنات حي من الكنعانيين عاذا بنت ايلول وباسمت بنت إسماعيل عليه السلام وكان له من الولد خمسة مذكورون في التوراة أكبرهم اليفاز بالفاء المفخمة واشباع حركتها وزاي معجمة من بعدها من عاذا بنت ايلول ثم رعويل من باسمت بنت إسماعيل ثم يعوش ويعلام وقورح من اهليقاما بنت عنا وولد اليفاز ستة من الولد تيمال وأومار وصفو وكعتام وقتال وعمالق السادس لسرية اسمها تمتاع وهي شقيقة لوطان بن يسعين وولد رعويل بن عيصو أربعة من الولد ناحة وزيدم وشتما ومرا هكذا وقع ذكر ولد العيص وولدهم في التوراة وفيها أن العيص اسمه أروم فلذلك قيل لهم بنو أروم ولبعض الإسرائيليين أن أروم اسم لذلك الجبل ومعناه بالعبرانية الجبل الأحمر الذي لا نبات به وقد يقع لبعض المؤرخين أن القياصرة ملوك الروم من ولد عيصو وقال الطبري ان الروم وفارس من ولد رعويل ابن باسمت وليس ذلك كله بصحيح ورأيته في كتاب يوسف بن كرمون مؤرخ العمارة الثانية ببيت المقدس قبيل الجلوة الكبرى وكان من كهنوتينا اليهود وهو قريب من الغلط (قال ابن حزم) في كتاب الجمهرة وكان لإسحاق عليه السلام ابن آخر غير يعقوب اسمه عيصاب أو عيصو كان بنوه يسكنون جبال الشراه بين الشأم والحجاز وقد بادوا جملة إلا أن قوما يذكرون أن الروم من ولده وهذا خطأ وانما وقع لهم هذا الغلط لان موضعهم كان يقال له أروم فظنوا أن الروم من ذلك الموضع وليس كذلك لان الروم انما نسبوا إلى رومس باني رومة فان ظن ظان أن قول النبي صلى الله عليه وسلم للحر بن
(٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 37 38 39 40 41 42 43 44 46 47 48 ... » »»