النصارى ان بين فالغ وعابر أبا آخر اسمه ملكيصدق وهو أبو فالغ (واعلم) أن نوحا صلوات الله عليه بلغ عمره يوم الطوفان ستمائة سنة وعاش بعد الطوفان ثلثمائة وخمسين سنة فكانت جملة لك تسعمائة وخمسين سنة ألف سنة الا خمسين وهذا نص المصحف الكريم وكذا وقع في التوراة بعينه ومن الغريب الواقع في التوراة أن عمر إبراهيم كان يوم وفاة نوح ثلاثا وخمسين سنة لأنه قال إن أرفخشذ ولد لسام بعد سنتين من الطوفان ولما بلغ خمسا وثلاثين سنة ولد له ابنه شالخ وبعد ثلاثين سنة ولد ابنه عابر وبلغ عابر أربعا وثلاثين سنة فولد ابنه فالغ وبلغ فالغ ثلاثين سنة فولد له أرغو وبلغ أرغو ثنتين وثلاثين سنة فولد شاروغ وبلغ شاروغ ثلاثين سنة فولد ناحور وبلغ ناحور تسعا وعشرين سنة فولد تارح وبلغ تارح خمسا وسبعين سنة فولد إبراهيم وجملة هذه السنين من الطوفان إلى ولادة إبراهيم مائتان وسبع وتسعون سنة وعمر نوح بعد الطوفان ثلثمائة وخمسون سنة فيكون إبراهيم بعد وفاة نوح ابن ثلاث وخمسين سنة فيكون لقى نوحا صلوات الله عليهما وخالطه وأخذ عنه وهو على رأى بعضهم أب لجميع الشعوب من بعده فلذلك كان الأب الثالث للخليقة من بعد آدم ونوح صلوات الله عليهم أجمعين اه (وفي كتاب البدء) ونقله ابن سعيد ان أول من ملك الأرض من ولد نوح كنعان بن كوش بن حام فسار من أرض كنعان بالشأم إلى أرض بابل فبنى مدينة بابل اثنى عشر فرسخا في مثلها وورث ملكه ابنه النمرود بن كنعان وعظم سلطانه في الأرض وطال عمره وغلب على أكثر المعمور وأخذ بدين الصابئة وخالفه الكلدانيون منهم في التوحيد وأسمائه ومال معهم بنو سام وكان سام قد نزل بشرقي الدجلة وكان وصى أبيه في الدين والتوحيد وورث ذلك ابنه أرفخشذ ومعنى أرفخشذ مصباح مضئ فاشتغل بالعبادة ودعاه الكلدانيون إلى القيام بالتوحيد فامتنع ثم قام من بعده ابنه شالخ وعاش طويلا وقام من بعده بأمره ابنه عابر كذلك وخرج مع الكلدانيين على النمرود منكرا لعبادة إلهيا كل فغلبه نمروذ وأخرجه من كوثا فلحق هو ومن معه من الحلفاء بالجزيرة وهي مدينة المجدل بين الفرات ودجلة وعابر هذا هو أبو العبرانيين الذين تكلموا بالعبرانية واستفحل ملكه بالمجدل قال ابن سعيد وورث من بعده ابنه فالغ وهو الذي قسم الأرض بين ولد نوح وفي زمانه بنى النمروذ الصرح ببابل وكان من أمره ما نصه القرآن وقام بأمر فالغ من بعده ابنه ملكان فيما زعموا وغلبه الجرامقة والنبط على ملكه وقام بالمجدل في ملكهم إلى أن هلك وخلف ابنه أتيا ويقال له الخضر وأما أرغو بن فالغ فعبر إلى كلواذا ودخل في دين النبط وهي بدعة الصابئة وولد له منهم
(٣٤)