تاريخ ابن خلدون - ابن خلدون - ج ٢ق١ - الصفحة ٤٤
وانقرضوا جميعا (وأما لوط) بن هاران أخي إبراهيم عليهما السلام فقد تقدم من خبره مع قومه ما ذكرناه هنا لك ولما نجا بعد هلاكهم لحق بأرض فلسطين فكان بها مع إبراهيم إلى أن قبضه الله وكان له من الولد على ما ذكر في التوراة عمون بتشديد الميم واشباع حركتها بالضم ونون بعدها وموآيى باشباع ضمة الميم واشباع فتحة الهمزة بعدها وياء تحتية وبعدها ياء ساكنة هوائيه وجعل الله في نسلهما البركة حتى كانوا من أكثر قبائل الشأم وكانت مساكنهم بأرض البلقاء ومدائنها في بلد موآيى ومعان وما والاهما وكانت لهم مع بنى إسرائيل حروب نذكرها في أخبارهم وكان منهم بلعام بن باعور ابن رسيوم بن برسيم بن موآيى وقصته مع ملك كنعان حين طلبه في الدعاء على بنى إسرائيل أيام موسى صلوات الله عليه وأن دعاءه صرف إلى الكنعانيين مذكورة في التوراة ونوردها في موضعها (وأما ناحور) أخو إبراهيم عليه السلام فقد تقدم ذكره أنه هاجر مع إبراهيم عليه السلام من بابل إلى حران ثم إلى الأرض المقدسة فكان معه هنا لك وكانت زوجته ملكا بنت أخيه هاران وملكا هده هي أخت سارة زوج إبراهيم عليه السلام وأم اسحق وكان لناحور من ملكا على ما وقع في نص التوراة ثمانية من الولد عوص وبوص وقمويل وهو أبو الأرمن وكاس ومنه الكسدانيون الذين كان منهم بختنصر وملوك بابل وحذو وبلداس وبلداف ويثويل وكان له من سرية اسمها أد وما أربعة من الولد وهم طالج وكاحم وتاخش وماعخا هؤلاء ولد ناحور أخي إبراهيم كلهم مذكورون في التوراة وهم اثنا عشر ولدا وهؤلاء كلهم بادوا وانقرضوا ولم يبق منهم الا الأرمن من قمويل بن ناحورا أخي إبراهيم عليه السلام بن آزر وهم لهذا العهد على دين النصرانية ومواطنهم في أرمينية شرقي القسطنطينية والله وارث الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين وهذا آخر الكلام في الطبقة الأولى من العرب ومن عاصرهم من الأمم ولنرجع إلى أهل الطبقة الثانية وهم العرب المستعربة والله سبحانه وتعالى الكفيل بالإعانة
(٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 39 40 41 42 43 44 46 47 48 50 51 ... » »»