تاريخ ابن خلدون - ابن خلدون - ج ٢ق١ - الصفحة ٣٥
ابنه شاروخ ثم بعده ناحور بن شاروخ ثم بعده تارح بن ناحور الذي سمى آزر واستخلص النمروذ آزر وقدمه على بيت الأصنام والنمروذ من ملوك الجرامقة واسمه هاصد بن كوش انتهى كلام ابن سعيد وولد لتارح وهو آزر على ما وقع في التوراة ثلاثة من الولد إبراهيم وناحور وهاران ومات هاران في حياة أبيه تارح وترك ابنه لوطا فهو ابن أخي إبراهيم قال الطبري ولد إبراهيم الخليل قيل بناحية كوثا من السواد وهو قول ابن إسحاق وقيل بحران وقيل ببابل وعامة السلف انه ولد على عهد نمروذ بن كنعان بن كوش بن سام وكان الكهان يتحدثون بولادة رجل يخالف الدين ويكسر الأصنام والأوثان فأمر بذبح الولدان فولدته أمه وتركته بمغارة في فلاة من الأرض حتى كبر وشب ورأى في الكواكب ما رآه وكملت نبوته فأحضرته إلى أبيه ودعاه إلى التوحيد فامتنع وكسر إبراهيم الأصنام وأحضر عند نمروذ وقذفه في النار فصارت بردا وسلاما وخرج منها ولم تعد عليه كما نص ذلك القرآن ثم تدبر النمروذ في أمره وطلب من إبراهيم أن يقرب قربانا يفتدى مما دعاه إليه فقال له إبراهيم لن يقبل منك الا الايمان فقال لا أستطيع وترك إبراهيم وشأنه ثم أمر الله إبراهيم بالخروج من أرض الكلدانيين ببابل فخرج به أبوه تارح ومعهما على ما في التوراة ابنه ناحور بن تارح وزوجته ملكا بنت أخيه هاران وحافده لوط بن هاران قال في التوراة وكنته سارة يعنى زوج إبراهيم فقيل انها أخت ملكا بنت هاران بن تارح وقيل بنت ملك حران طعنت على قومها في الدين فتزوجها إبراهيم على أن لا يضرها ويرد هذا ما في التوراة انها خرجت معهم من أرض الكلدانيين إلى حران فتزوجها وقيل إنها بنت هاران ابن ناحور وهاران عم إبراهيم قاله السهيلي فأقاموا بحران ومات بها أبوه تارح وعمره مائتا سنة وخمس سنين ثم أمر بالخروج إلى أرض الكنعانيين ووعده الله بأن تكون أثرا لبنيه وأنهم يكثرون مثل حصى الأرض فنزل بمكان بيت المقدس وهو ابن خمس وسبعين سنة ثم أصاب بلد الكنعانيين مجاعة فخرج إبراهيم في أهل بيته وقدم مصر ووصف لفرعون ملك القبط جمال امرأته سارة فأحضرها عنده ولما هم بها يبست يده على صدره فطلب منها الإقالة فدعت له الله فانطلقت يده ويقال عاود ذلك ثلاثا يصاب في كلها وتدعو له فردها إلى إبراهيم واستخدمها هاجر قال الطبري والملك الذي أراد سارة هو سنان بن علوان وهو أخو الضحاك والظاهر أنه من ملوك القبط ثم ساروا إلى أرض كنعان بالشام ويقال ان هاجر أهداها ملك الأردن لسارة وكان اسمه فيما قال الضبي صلاوق وأنه انتزع سارة من إبراهيم ولما هم بها صرع مكانه وسأله في الدعاء فدعت له فأفاق فردها إلى إبراهيم وأخدمها هاجر أمة كانت لبعض ملوك القبط ولما
(٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 28 30 31 33 34 35 36 37 38 39 40 ... » »»