تاريخ ابن خلدون - ابن خلدون - ج ٢ق١ - الصفحة ٤٣
قيس هل لك في بلاد بنى الأصفر العام وذلك في غزوة تبوك يدل على أن الروم من بنى الأصفر وهو عيصاب المذكور فليس كما ظن وقول النبي صلى الله عليه وسلم حق وانما عنى عليه السلام بنى عيصاب على الحقيقة لا الروم لان مغزاه عليه الصلاة والسلام في تلك الغزوة كان إلى ناحية الشراة مسكن القوم المذكورين اه‍ كلام ابن حزم وزعم اهروشيوش مؤرخ الروم أن أم الفينان وهاؤا وعالوم وقدوح الأربعة من بنات كاتيم ابن ياوان ابن يافث والأول أصح لأنه نص التوراة ثم كثر نسل بنى عيصو بأرض يسعين وغلبوا الجويين على تلك البلاد وغلبوا بنى مدين أيضا على بلادهم إلى إيلة وتداول فيهم ملوك وعظماء كان منهم فالغ بن ساعور وبعده يؤدب ابن زيدح ثم كان منهم هداد بن مداد الذي أخرج بنى مدين عن مواطنهم ثم كان فيهم بعده ملوك إلى أن زحف يوشع إلى الشأم وفتح أريحاء وما بعدها وانتزع الملك من جميع الأمم الذين كانوا هنا لك ثم استلحمهم بختنصر عندما ملك أرض القدس ولحق بعضهم بأرض يونان وبعضهم بإفريقية وأما عمالق بن اليفاز فمن عقبه عند الإسرائيليين عمالقة الشأم وفي قول فراعنة مصر من القبط ونساب العرب يأبون من ذلك ونسبوهم إلى عملاق بن لاوذ كما مر ثم بنو يروم وكنعان ولم يبق منهم عين تطرف والله الباقي بعد فناء خلقه (وأما مدين) بن إبراهيم فتزوج بابنة لوط وجعل الله في نسلها البركة وكان له من الولد خمسة عيفا وعيفين وحنوخ وانيداغ والزاعا وقد تقدم ذكرهم في ولد إبراهيم من قنطورا فكان منهم مدين أمة كبيرة ذات بطون وشعوب وكانوا من أكبر قبائل الشأم وأكثرهم عددا وكانت مواطنهم تجاور أرض معان من أطراف الشأم مما يلي الحجاز قريبا من بحيرة قوم لوط وكان لهم تغلب بتلك الأرض فعتوا وبغوا وعبدوا الآلهة وكانوا يقطعون السبل ويبخسون في المكيال وبعث الله فيهم شعيبا نبيا منهم وهو ابن نويل بن رعويل ابن عيا بن مدين قال المسعودي مدين هؤلاء من ولد المحضر بن جندل بن يعصب بن مدين وأن شعيبا أخوهم في النسب وكانوا ملوكا عدة يسمون بكلمات أبجد إلى آخرها وفيه نظر وقال ابن حبيب في كتاب البدء هو شعيب بن نويب بن أحزم بن مدين (وقال) السهيلي شعيب بن عيفا ويقال ابن صيفون وشعيب هذا هو شعيب موسى الذي هاجر إليه من مصر أيام القبط واستأجره على انكاح ابنته إياه على أن يخدمه ثماني سنين وأخذ عنه آداب الكتاب والنبوة حسبما يأتي عند ذكر موسى صلوات الله عليهما واخبار بنى إسرائيل وقال الصيمري الذي استأجر موسى وزوجه هو بثر بن رعويل ووقع في التوراة أن اسمه يبثر وان رعويل أباه أو عمه هو الذي تولى عقد النكاح وكان لمدين هؤلاء مع بنى إسرائيل حروب بالشأم ثم تغلب عليهم بنو إسرائيل
(٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 38 39 40 41 42 43 44 46 47 48 50 ... » »»