ابن أبي البكير الليثي وسقط عمر فاستخلف عبد الرحمن بن عوف في الصلاة واحتمل إلى بيته ثم دعا عبد الرحمن وقال أريد أن أعهد إليك قال أتشير على بها قال لا قال والله لا أفعل قال فهبني صمتا حتى اعهد إلى النفر الذين توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض ثم دعا عليا وعثمان والزبير وسعدا وعبد الرحمن معهم وقال انتظروا طلحة ثلاثا فان جاء والا فاقضوا أمركم وناشد الله من يفضى إليه الامر منهم أن يحمل أقاربه على رقاب الناس وأوصاهم بالأنصار الذين تبوؤا الدار والايمان أن يحسن إلى محسنهم ويعفو عن مسيئهم وأوصى بالعرب فإنهم مادة الاسلام أن تؤخذ صدقاتهم في فقرائهم وأوصى بذمة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يوفى لهم بعهدهم ثم قال اللهم قد بلغت لقد تركت الخليفة من بعدي على أنقى من الراحة ثم دعى أبا طلحة الأنصاري فقال قم على باب هؤلاء ولا تدع أحدا يدخل إليهم حتى يقضوا أمرهم ثم قال يا عبد الله ابن عمر اخرج فانظر من قتلني قال يا أمير المؤمنين قتلك أبو لؤلؤة غلام المغيرة قال الحمد لله الذي لم يجعل منيتي بيد رجل سجد لله سجدة واحدة ثم بعث إلى عائشة يستأذنها في دفنه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبى بكر فأذنت له ثم قال يا عبد الله ان اختلف القوم فكن مع الأكثر فان تساووا فكن مع الذين فيهم عبد الرحمن بن عوف ثم أذن للناس فدخل المهاجرون والأنصار فقال لهم أهذا عن ملا منكم فقالوا معاذ الله وجاء على وابن عباس فقعدوا عند رأسه وجاء الطبيب فسقاه نبيذا فخرج متغيرا ثم لبنا فخرج كذلك فقال له اعهد قال قد فعلت ولم يزل يذكر الله إلى أن توفى ليلة الأربعاء لثلاث بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين وصلى عليه صهيب وذلك لعشر سنين وستة أشهر من خلافته وجاء أبو طلحة الأنصاري ومعه المقداد بن الأسود وقد كان أمرهما عمر أن يجمعا هؤلاء الرهط الستة في مكان ويلزماهم أن يقدموا للناس من يختاروه منهم وان اختلفوا كان الاتباع للأكثر وان تساووا حكموا عبد الله بن عمر واتبعوا عبد الرحمن بن عوف ويؤجلوهم في ذلك ثلاثا يصلى فيها بالناس صهيب ويحضر عبد الله بن عمر معهم مشيرا ليس له شئ من الامر وطلحة شريكهم ان قدم في الثلاث ليال فجمعهم أبو طلحة والمقداد في بيت المسور بن مخرمة وقيل في بيت عائشة وجاء عمرو بن العاصي والمغيرة بن شعبة فجلسا بالباب فحصبهما سعد وأقامهما وقال تريدان أن تقولا حضرنا وكنا في أهل الشورى ثم دار بينهما الكلام وتنافسوا في الامر فقال عبد الرحمن أيكم يخرج منها نفسه ويجتهد فيوليها أفضلكم وأنا أفعل ذلك فرضى القوم وسكت على فقال ما تقول على شريطة أن تؤثر الحق ولا تتبع الهوى ولا تخص ذا رحم ولا تألو الأمة نصحا وتعطينا العهد بذلك قال وتعطوني أنتم مواثيقكم على أن تكونوا
(١٢٥)