تاريخ ابن خلدون - ابن خلدون - ج ٢ق١ - الصفحة ١٢٦
معي على من خالف وترضوا من اخترت وتواثقوا ثم قال لعلي أنت أحق من حضر بقرابتك وسوابقك وحسن أثرك في الدين ولم تبعد في نفسك فمن ترى أحق فيه بعدك من هؤلاء قال عثمان وخلا بعثمان فقال له مثل ذلك فقال على ودار عبد الرحمن لياليه كلها يلقى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن يوافي المدينة من أمراء الأجناد واشراف الناس ويشيرهم إلى صبيحة الرابع فأتى منزل المسور بن مخرمة وخلافيه بالزبير وسعد أن يتركا الامر لعلى أو عثمان فاتفقا على على ثم قال له سعد بايع لنفسك وأرحنا فقال قد خلعت لهم نفسي على أن أختار ولو لم أفعل ما أريدها ثم استدعى عبد الرحمن عليا وعثمان فناجى كلا منهما إلى أن رضوا بل إلى أن صلوا الصبح ولا يعلم أحد ما قالوا ثم جمع المهاجرين وأهل السابقة من الأنصار وأمراء الأجناد حتى غص المسجد بهم فقال أشيروا على فأشار عمار بعلى فقال ابن أبي سرح ان أردت أن لا تختلف ريش فبايع عثمان ووافقه عبد الله بن أبي ربيعة فتفاوضا وتشاتما ونادى سعد يا عبد الرحمن افرغ قبل أن يفتتن الناس فقال نظرت وشاورت فلا تجعلن أيها الرهط على أنفسكم سبيلا ثم قال لعلي عليك عهد الله وميثاقه لتعملن بكتاب الله وسنة رسوله وسيرة الخليفتين من بعده قال أرجو أن أجتهد بل أن أفعل بمبلغ علمي وطاقتي وقال لعثمان مثل ذلك فقال نعم فرفع رأسه إلى سقف المسجد ويده في يد عثمان وقال اللهم اشهد أنى قد جعلت ما في عنقي من ذلك في عنق عثمان فبايعه الناس ثم قدم طلحة في ذلك اليوم فأتى عثمان فقال له عثمان أنت على الخيار في الامر وان أبيت رددتها فقال أكل الناس بايعوك قال نعم قال رضيت ولا أرغب عما أجمعوا عليه وكانت العجم بالمدينة يستروح بعضها إلى بعض ومر أبو لؤلؤة بالهرمزان وبيده الخنجر الذي طعن به عمر فتناوله من يده وأطال النظر فيه ثم رده إليه ومعهم جفينة نصراني من أهل الحيرة فلما طعن عمر من الغداة قال عبد الرحمن بن أبي بكر لعبيد الله بن عمر انى رأيت هؤلاء الثلاثة يتناجون فلما رأوني افترقوا وسقط منهم هذا الخنجر فعدا عبيد الله عليهم فقتلهم ثلاثتهم وأمسكه سعد بن أبي وقاص وجاء به إلى عثمان بعد البيعة وهو في المسجد فأشار على بقتله وقال عمرو بن العاصي لا يقتل عمر بالأمس ويقتل ابنه اليوم فجعلها عثمان دية واحتملها وقال انا وليه ثم قام عثمان وصعد المنبر وبايعه الناس كافة وولى لوقته سعد بن أبي وقاص على الكوفة وعزل المغيرة وذلك بوصية عمر لأنه أوصى بتولية سعد وقال لم أعزله عن سوء ولا خيانة منه وقيل انما ولاه وعزل المغيرة بعد سنة وانه أقر لأول أمره عمال عمر كلهم * (نقض اهل الإسكندرية وفتحها) *
(١٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 ... » »»