فوات الوفيات - الكتبي - ج ٢ - الصفحة ٦٣٢
* وأنت يا نفس مأوى كل معضلة * وكل داء بقلبي من عواديك * * أنت الطليعة للشيطان في جسدي * فليس يدخل إلا من نواحيك * * لما فسحت بتوفير الحظوظ له * أضحى مع الدم يجري في مجاريك * * واليته بقبول الزور منك فلن * يوالي الله إلا من يعاديك * * ما زلت في أسره تهوين موثقة * حتى تلفت فأعياني تلافيك * * يا نفس توبي إلى الرحمن مخلصة * ثم استقيمي على عزم ينجيك * * واستدركي فارط الأوقات واجتهدي * عساك بالصدق أن تحمي مساويك * * واسعى إلى البر والتقوى مسارعة * فربما شكرت يوما مساعيك * * حب التكاثر في الدنيا وزينتها * هي التي عن طلاب الخير تلهيك * * لا تكثرى الحرص في تطلابها فلكم * دم لها بسيوف الحرص مسفوك * * بل اقنعي بكفاف الرزق راضية * فكل من جاز ما يكفيك يطغيك * * ثم اذكري غصص الموت الفظيع يهن * عليك أكدار دنيا لا تصافيك * * وظلمة القبر لا تنسى ووحشته * عند انفرادك عن خل يوازيك * * والصالحات ليوم الفاقة ادخري * في موقف ليس فيه من يواسيك * * وأحسني الظن بالرحمن مخلصة * فحسن ظنك بالرحمن يكفيك * وقال رحمه الله تعالى وقد عاتبه بعض إخوانه على انقطاعه عن زيارته * سكوني في بيتي لفلبي راحة * وستر من الله العظيم لحالي * * أكف عن الإخوان شرة عثرتي * واسلم من قيل وكثرة قال * * وأحيا عزيزا لا أرى متعرضا * ورزقي يأتيني بغير سؤال * * وإن أنا زرت الناس فالناس فيهم * نصيح ومذاق وآخر قالى * * وإن أنا أكثرت المقام فربما * رماني إخوان الصفا بملال * * وقلبي كالمرآة إن صنته انجلى * وإلا فبالأنفاس محو صقالي * وقال رحمه الله تعالى * أنا المدنف الجاني وجهلي ألجاني * إليكم فألفاني مكبا على الفاني * * فهل يا عظيم الشان لي منك عطفة * فتصلح لي شأني وإن رغم الشاني * وقال أيضا * ما بين بعدك والتداني * يا منيتي يفنى زماني *
(٦٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 627 628 629 630 631 632 633 634 635 637 638 ... » »»