فوات الوفيات - الكتبي - ج ٢ - الصفحة ٦٢٩
* أيأمر خلو بالتبصر مغرما * وآنس ربع الحب أصبح موحشا * * أما في الهوى العذري عذر لشيق * إذا لاح برق من تهامة أجهشا * * ويهتز من وجد إذا نفس الصبا * سحيرا بأعطاف الخزامى تحرشا * * متى يرد الماء النمير محلأ * فينقع من ورد الصفا غلة الحشا * * وينهل من ماء بطيبة حائم * يروي فؤادا نحوها متعطشا * * سقى حرمي أرض الحجاز حيا روى * ليحيى ميت الحرتين وينعشا * * أتى ونبات الأرض بالجدب خامل * فدر له كأس الغمائم فانتشا * * فأضحت أزاهير الرياض كأنها * مطارف وشى زانها صنع من وشى * * إذا هينمت فيها النسيم تظنها * تحبر في الغدران خطا مرقشا * * فثم لعمر الله أشرف دارة * إلى نارها طرف لمستوقد عشا * * إذا أمها ركب وددت بأنني * جعلت له خدي على الأرض مفرشا * * أعظم أخفافا كرائم ترتمي * إلى الفاتح الختام أكرم من مشى * * محمد المبعوث بالحق والذي * لموسى وعيسى في الكتابين أدهشا * * وحاز من الرهبان سلمان وصفه * فطاف عليه في البلاد وفتشا * * وفاز بما أبدى بحيرا وخاب من * بظلم على كتمان أوصافه ارتشى * * فبورك حملا واستوى الخير مرضعا * وباء بأنواع الكرامة مذ نشا * * ولاحت أمارات النبوة عنده * لذي نظر ما شاب أوصافه العشا * * تبشبش وجه الأرض مذ حلها كما * بطلعته وجه السماء تبشبشا * * حباه بما يعلو من الوصف ربه * وعلمه من أشرف العلم ما يشا * * وجاء بحق مستبين نفى به * زخارف إفك كان في الناس قد فشا * * وجاهد حتى شاد بالسيف رافعا * من الدين ما أوهى الضلال وشوقا * * حوى الحسن والإحسان والحلم والتقى * فلم يك صخابا ولا متفحشا * * ولا ابسا فظا غليظا فلم يلم * حبوشا على زفن ولا عاب انجشا * * حيى جواد زاهد متوكل * فما اعتد فضلا من غداء إلى عشا * * شجاع إذا ما الحرب مدت رواقها * وأسبل فيها النقع ليلا فأغطشا * * جلا كربها حتى تبين انه * لدى البأس منهم كان أقوى وأبطشا * * له القمر انشق امتثالا لأمره * وحيته جهرا ظبية فارقت رشا *
(٦٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 623 625 626 627 628 629 630 631 632 633 634 ... » »»