فوات الوفيات - الكتبي - ج ٢ - الصفحة ٦٤٤
ويضحك منه، وكان يحمله على أتان، فحمله يوما وجعل يقول:
* تمسك أبا قيس بفضل عنانها * فليس عليها إن هلكت ضمان * * فقد سبقت خيل الجماعة كلها * وخيل أمير المؤمنين أتان * وجاء أبا قيس في ذلك اليوم ريح فمال ميتا والأتان، فحزن عليه، وأمر بدفنه بعد أن كفنه، وأمر أهل الشام أن يعزوه فيه، وأنشأ يقول:
* لم يبق قرم كريم ذو محافظة * إلا أتانا يعزى في أبى قيس * * شيخ العشيرة أمضاها وأحملها * له المساعي مع القربوس والديس * * لا يبعد الله قبرا أنت ساكنة * فيه الجمال وفيه لحية التيس * ومن شعره:
* شربت على الجوزاء كأسا روية * وأخرى إذا الشعرى العبور استهلت * * معتقة كانت قريش تعافها * فلما استحلوا دم عثمان حلت * ومنه:
* أقول لصحب ضمت الكاس شملهم * وداعي صبابات الهوى يترنم * * خذوا بنصيب من نعيم ولذة * فكل وإن طال المدى يتصرم * * ولا تتركوا يوم السرور إلى غد * فرب غد يأتي بما ليس يعلم * * ألا إن أهنا العيش ما سمحت به * صروف الليالي والحوادث نوم * * لقد كادت الدنيا تقول لأهلها * خذوا لذة، لو أنها تتكلم * * وسيارة ضلوا عن القصد بعدما * تداركهم جنح من الليل مظلم * * أناخوا على قوم ونحن عصابة * وفينا فتى من سكره يترنم * * أضاءت لهم منا على البعد قهوة * كأن سناها ضوء نار تضرم * * إذا ما حسوناها أناخوا مطيهم * وإن مزجت حثوا الركاب ويمموا * وقال أيضا:
* ولقد طعنت الليل في أعجازه * بالكاس بين غطارف كالأنجم * * يتمايلون على النعيم كأنهم * قضب من الهندي لم تتثلم * * ولقد شربناها بخاتم ربها * بكرا وليس البكر مثل الأيم *
(٦٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 639 640 641 642 643 644 645 646 647 648 649 ... » »»