* من كل أدهم لا يلفى به جرب * فما لراكبه بالقار يهنؤه * * يدعى غرابا وللفتخاء سرعته * وهو ابن ماء وللشاهين جؤجؤه * ((578 - يزيد بن عبد الملك)) يزيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم أمير المؤمنين أبو خالد الأموي الدمشقي ولي الخلافة بعد عمر بن عبد العزيز لست بقين من رجب سنة إحدى ومائة وله سبع وثلاثون سنة وتوفي بأرض البلقاء وقيل بعمان لخمس بقين من شعبان سنة خمس ومائة وله إحدى وأربعون سنة وكانت أيامه أربع سنين وشهرا وكان طويلا جسيما مدور الوجه لم يشب وكان شديد الكبر عاجزا وهو صاحب حبابة وسلامة وهما جاريتان شغف بهما وماتت حبابة فمات بعدها بيسير أسفا عليها ولما ماتت تركها أياما لم يدفنها وعوتب في ذلك فدفنها وقيل إنه دفنها ثم نبشها بعد الدفن وكان يسمى يزيد الماجن ولما تولى الخلافة أقبل على الشرب والانهماك وكان يضع حبابة عن يمينه وسلامة عن يساره ثم يشرب إلى أن يسكر وتغنيانه فيطرب ويشق ما عليه ويقول أطير أطير فيقولان إلا من تترك الخلافة فيقول إليكما ولما ولى الخلافة قالت له زوجته هل بقي لك أمل بعد الخلافة قال نعم أن تحصل في ملكي حبابة وفيها يقول * أبلغ حبابة سقى ربعها المطر * ما للفؤاد سوى ذكراكم وطر * * إن سار صبحي لم أملك تذكركم * أو عرسوا بي فأنت الهم والفكر * فسكتت عنه وأنفذت تاجرا اشتراها بمال عظيم وأحضرتها له خلف ستارة وأمرتها بالغناء فلما سمعها اهتز وطرب وقال هذا غناء أجد له في قلبي وقعا فما الخبر فكشفت الستر وقالت هذه حبابة وهذا غناؤها فدونك وإياها
(٦٣٧)