فوات الوفيات - الكتبي - ج ٢ - الصفحة ٦٠٧
* قد أدبتك نواريز مفرقة * حتى لقد صرت لا تحتاج تأديبا * * وطالا استصلح الجزار نحرك في * يوم الأضاحي ولم يستصلح النيبا * * أذكرتنا أزدشيرا إذا ركبت وإذ * أصبحت بالتاج تاج الخوص معصوبا * * فاستوف غير ضجور بالإمارة ما * على جبينك ما قد كان مكتوبا * * والق الأيادي وأقبل من هديتها * ما كان من قوص أو إخميم مجلوبا * * يا شاعرا لم يفته اليوم راوية * يروي المجون إذا لم يرو تشبيبا * * لو أنه أدرك الشيخ الصريع فتى ال * فصار لم يرو إلا عنك أسلوبا * فاجابه الوراق * قتلت يا شيخنا الأشياء تجريبا * بأكلك العفص بعد القلب تدريبا * * وصار جلدك مدبوغا به عجبا * وما طهرت ومن يحصى الأعاجيبا * * يا مستلذا بأكل الراح هاك يدي * وخل من يستلذ الراح مشروبا * * ويا صفيا بعين عندنا أبدا * لولا تكون بعيني كنت محجوبا * * ركبت أنثى ولم تعتد سوى ذكر * ما لي أراك على المركوب مقلوبا * * مخالفا قد تبدلت العنان بذييال * يظل فويق الأرض مسحوبا * * وثم ميم وصاد إن قرأتهما * قرأت مص وكم فسرت مكتوبا * * فاجعل لسانك في هذا وذا سببا * والحش يكفيك إن حاولت مطلوبا * * واركب بغرة توت ناشرا علما * يأتي من الطائف النجدي مجلوبا * * فطالما رفعت أيد إليك به * حتى نزلت عن المركوب مكروبا * * أبا الحصين محال أن تروغ وقد * صوبت ثعلب رمحي اليوم تصويبا * * ولست ذئبا فأخشى أن تخاتلني * لكنما أنت شيء يشبه الذيبا * وكان الوراق يوما يسرح ذقته فقال الجزار * لا تعجبوا من لباسي * فكل أمري لبس * * والله ما ثم مال * وإنما ثم تفسو * فأجابه الوراق * صدقت ما ثم مال * وإنما ثم نحس * * وثم أخرى وأخرى * فيها وعندك حدس *
(٦٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 602 603 604 605 606 607 608 609 610 611 612 ... » »»