سئل محمد بن علي بن الحسين عن عمر فقال هو نجيب بني أمية وإنه يبعث يوم القيامة أمة واحدة وقال عمرو بن ميمون بن مهران عن أبيه كانت العلماء مع عمر بن عبد العزيز تلامذة وقال نافع بلغنا عن عمر أنه قال إن من ولدي رجلا بوجهه شين يملأ الدنيا عدلا فلا أحسبه إلا عمر بن عبد العزيز ولما طلب للخلافة كان في المسجد فسلموا عليه بالخلافة فعقر به فلم يستطع النهوض حتى أخذوا بضبعيه فأصعدوه المنبر فجلس طويلا لا يتكلم فلما رآهم جالسين قال ألا تقوموا فتبايعوا أمير المؤمنين فنهضوا إليه فبايعوه رجلا رجلا وروى حماد بن زيد عن أبي هاشم أن رجلا جاء إلى عمر بن عبد العزيز فقال لقد رأيت النبي في النوم وأبو بكر عن يمينه وعمر عن شماله فإذا رجلان يختصمان وأنت بين يديه جالس فقال لك يا عمر إذا عملت فاعمل بعمل هذين لأبي بكر وعمر وقيل إن عمر هو الذي رأى هذا المنام وقد عمل له ابن الجوزي سيرة مجلد كبير وكانت وفاته بدير سمعان لعشر بقين من شهر رجب سنة إحدى ومائة سقاه بنو أمية السم لما شدد عليهم وانتزع كثيرا مما في أيديهم وصلى عليه يزيد بن عبد الملك وكانت خلافته سنتين وخمسة أشهر وأربعة عشر يوما ونقش خاتمه عمر يؤمن بالله وهو الذي بنى الجحفة واشترى ملطية من الروم بمائة ألف أسير وبناها وروى له الجماعة وفي عمر بن عبد العزيز يقول الشريف الرضي * يا بن عبد العزيز لو بكت ال * عين فتى من أمية لبكيتك * * غير أني أقول إنك قد طبت * وإن لم يطب ولم يزك بيتك * * أنت نزهتنا عن السب والقذ * ف فلو أمكن الجزاء جزيتك * * ولو أني رأيت قبرك لاستح * ييت من أن أرى وما حييتك * * دير سمعان فيك مأوى أبي حف * ص فودي لو أنني آويتك *
(١٧٨)