فوات الوفيات - الكتبي - ج ٢ - الصفحة ١٧٣
* يسيل إلى فيه اللذيذ مدامة * رحيقا وقد مرت عليه الأعاصر * * فيسكر منه عند ذاك قوامه * فيهتز تيها والعيون فواتر * * كأن أمير النوم يهوى جفونه * إذا هم رفعا خالفته المحاجر * * خلوت به من بعد ما نام أهله * وقد غارت الجوزاء والليل ساتر * * فوسدته كفى وبات معانقي * إلى أن بدا ضوء من الصبح سافر * * فقام يجر البرد منه على تقى * وقمت ولم تحلل لإثم مآزر * * كذلك أحلى الحب ما كان فرجه * عفيفا ووصلا لم تشبه الجرائر * وقال * فواعجبا من ريقه وهو طاهر * حلال وقد أضحى على محرما * * هو الخمر لكن أين للخمر طعمه * ولذته مع أنني لم أذقهما * وقال * بدا يسحر الألباب بالحسن والحسنى * هلم إليه إنه المقصد الأسنى * * وزر بين أزرار القميص ترائبا * وضم إليك الدعص والغصن اللدنا * وقال وكتب بها إلى نور الدين بن سعيد * يا أحسن الناس نظما غير مفتقر * إلى شهادة مثلي مع توحده * * إن كان خطي كسا خطا كتبت به * إلى حسنا بدا في لون أسوده * * فقد أتت منك أبيات تعلمني * نظم القريض الذي يحلو لمنشده * * أرسلتها تقتضيني ما وعدت به * والحر حاشاه من إخلاف موعده * * وما نسيت ولكن عاقني ورق * يجيد خطي فآتيه بأجوده * * وسوف أسرع فيه الآن مجتهدا * حتى يوافيك بدرا في مجلده * * بأحرف حسنت كالوجه دار به * مثل الحواشي عذار في مورده * وكتب إلى ولده قاضي القضاة مجد الدين * هذا كتابي إلى من غاب عن نظري * وشخصه في سواد القلب والبصر * * ولا يمن بطيف منه يطرقني * عند المنام ويأتيني على قدر *
(١٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 ... » »»