* عجبا لحكم الحب في فليته * يوما يجور به ويوما يعدل * * إني وإن أمسى يحملني الهوى * من ثقله في الحب ما لا يحمل * * فلقد حلت منه مرارت الجوى * عندي وخف لدي ما يستثقل * * لا يطمع اللوام في ترك الهوى * إن كثروا من لومهم أو قللوا * * لهفي على زمني بمنعرج اللوى * والشمل مجتمع وجدي مقبل * * ما كان أهنا العيش فيه فليته * لو دام منه ريثما أتأمل * وقال * وزهدني في الخل أن وداده * لرهبة جاه أو لرغبة مال * * فأصبحت لا أرتاح منه لرؤية * ولا أرتجي نفعا لديه بحال * ولما توفي قاضي القضاة ابن دقيق العيد ترك ما ولاه من نظر رباع الأيتام وتوجه إلى قوص وأقام بها إلى أن توفي سنة إحدى وعشرين وسبعمائة وله من العمر ثلاث وثمانون سنة وله شعر جيد وكان صحيح الود حافظ العهد حسن الصحبة رحمه الله ((379 - السراج الوراق)) عمر بن محمد بن حسن سراج الدين الوراق الشاعر المشهور والأديب المذكور ملكت ديوان شعره وهو في سبعة أجزاء كبار ضخمة بخطه إلى الغاية هذا الذي اختاره لنفسه وأثبته فلعل الأصل كان من حساب خمسة عشر مجلدا وكل مجلد يكون مجلدين فهذا الرجل أقل ما يكون ديوانه لو ترك جيده ورديه في ثلاثين مجلدا وخطه في غاية الحسن والقوة والأصالة وكان حسن التخيل جيد المقاصد صحيح المعاني عذب التراكيب قاعد التورية والاستخدام عارفا بالبديع وأنواعه وكان أشقر أزرق العين وفي ذلك يقول * ومن رآني والحمار مركبي * وزرقتي للروم عرق قد ضرب * * قال وقد أبصر وجهي مقبلا * لا فارس الخيل ولا وجه العرب *
(١٨٢)