فوات الوفيات - الكتبي - ج ٢ - الصفحة ١٨٠
* دخولك من باب الهوى إن أردته * يسير ولكن الخروج شديد * وقال له الرشيد يا حبيبي لقد أحسنت ما شئت في بيتين قلتهما فقال ما هما يا سيدي فمن شرفهما استحسانك فقال قولك * لم ألق ذا شجن يبوح بحبه * إلا حسبتك ذلك المحبوبا * * حذرا عليك وإنني بك واثق * ألا ينال سواي منك نصيبا * فقال يا أمير المؤمنين ليسا لي هما للعباس بن الأحنف فقال صدقك والله أعجب إلي ولك والله أحسن منهما حيث تقول * إذا سرها أمر وفيه مساءتي * قضيت لها فيما تريد على نفسي * * وما مر يوم أرتجي فيه راحة * فأذكره إلا بكيت على أمسي * قيل غضب الرشيد على علية بنت المهدي فأمرت أبا حفص الشطرنجي شاعرها بأن يقول شعرا يعتذر فيه عنها ويسأله الرضا عنها فقال * لو كان يمنع حسن الفعل صاحبه * من أن يكون له ذنب إلى أحد * * كانت علية أبرا الناس كلهم * من أن تكافا بسوء آخر الأبد * * ما لي إذا غبت لم أذكر بواحدة * وإن سقمت فطال السقم ل ما أعد * * ما أعجب الشيء ترجوه فتحرمه * قد كنت أحسب أني قد ملأت يدي * فغنت عليه لحنا وألقته على جماعة من جواري الرشيد فغنينه إياه في أول مجلس جلس فيه فطرب طربا شديدا وسأل عن القصة فأخبرنه بذلك فأحضر علية وقبلت رأسه واعتذرت إليه وسألها وإعادة الصوت فغنته فبكى وقال لا غضبت عليك ما عشت أبدا وكانت وفاة أبي حفص في خلافة المعتصم ((377 - قطب الدين الشارعي)) عمر بن عوض بن عبد الرحمن بن عبد الوهاب الشارعي يعرف بابن قليلة
(١٨٠)
مفاتيح البحث: المنع (1)، الوفاة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 ... » »»