الشيخ صدر الدين ابن الوكيل وابن الزملكاني وابن الشريشي وغيرهم وكتب في الجملة نجم الدين ابن صصري وكان بين ابن صصري وابن غانم تودد عظيم وإدلال وعشرة عظيمة وكان عند الأفرم حجرة عربية ليس لها نظير وكان يحبها وكان سلار والجاشنكير كل منهما قد طلبها وهو يدافع عنها ولا تسمح نفسه بفراقها فأخذ ابن غانم علامة الأفرم وكتب عليها كتابا بخطه يقول لسلار أحب أن تجعل ولاية قضاء القضاة لابن صصري وشكرانه ولك الحجرة التي طلبتها وسير المطالعة فلم يشعر إلا وتقليد ابن صصري قد كتب ولم يكن في ظن أحد ذلك فتغيظ ابن الزملكاني وابن الوكيل لذلك وعز عليهما وباشر ابن صصري القضاء ثم بعد ذلك طلبت الفرس وقيل له قد أجبنا سؤالك إلى ما أردت وسير لنا ما ذكرت من الفرس فقال أنا لم أعلم بذلك ولا لي غرض فسيروا إليه المطالعة فوجدت بخط ابن غانم فرسم إليه في الغد برايه ليقطع في بكرة النهار يده وشاع ذلك فلما أن كان سحر ذلك اليوم طلبه الأفرم وقال له من أول الليل إلى آخره كلما أردت النوم يأتيني شخص في يده رمح قال أو حربة ويقول لا تعرض لابن غانم بسوء وإلا أقتلك بهذه الحربة وقال له ما حملك على ذلك قال حبي لابن صصري ولا عدت إلى مثلها فعفا عنه وخلع عليه وكمد عداه لذلك واستقل ابن صصري بالقضاء وعظمت منزلة ابن غانم عند ابن صصري مع عظمها قبل ذلك وكان زائد الإدلال عليه تضاعف إدلاله وكان ابن صصري إذا عزل لا يولى وإذا ذاكر في أمر لا يرجع عنه واتفق أن قاضي نوى كان له أعداء تكلموا فيه بسوء جرحوه بالباطل وتحاملوا عليه عند قاضي القضاة نجم الدين فاستحضره وعزله وانتهزه في المجلس وخرج من بين يديه منكسر الخاطر وكان علاء الدين بن غانم يقرأ بين المغرب والعشاء في السبع بالحائط الشمالي عند باب النظامين فقيل لذلك الرجل ما لك إلا علاء الدين بن غانم فله إدلال عظيم على القاضي وأعلموه أنه بين العشاءين يقرأ في السبع المذكور فاتفق أن ذلك الرجل جاء إلى علاء الدين ولم يكن يعرفه فسأله عن علاء الدين وقال لي إليه حاجة فدلني عليه فقال علاء الدين قل لي حاجتك فإن كان يمكن قضاؤها تحدثت لك مع ابن غانم
(١٣٤)