إلا أن هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج ولها واد لا يقي لفحة الرمضاء ولا حر الهواجر وقد توعرت مسالكه فلا يداس فيه إلا على المحاجر وتفاوت ما بين مرآة العلى وبين قراره العميق ويقتحم راكبه الهول في هبوطه فكأنما خر من السماء أو تخطفه الطير أو تهوى به الريح في مكان سحيق ((356 - ابن خروف النحوي)) علي بن محمد بن خروف نظام الدين أبو الحسن بن خروف الأندلسي حضر من إشبيلية وكان إماما في العربية محققا مدققا ماهرا مشاركا في علم الأصول صنف شرحا لكتاب سيبويه جليل الفائدة حمله إلى صاحب الغرب فأعطاه ألف دينار وشرحا للجمل وكتابا في الفرائض وله رد على أبي زيد السهيلي وعلى جماعة في العربية أقرأ النحو بعدة بلاد وأقام في حلب مدة واختل عقله بأخرة حتى مشى في الأسواق عريانا بادي العورة مكشوف الرأس وتوفي سنة تسع وستمائة ومن شعره في كأس * أنا جسم للحميا * والحميا لي روح * * بين أهل الظرف أغدو * كل يوم وأروح * وقال في صبي مليح حبسه القاضي * أقاضي المسلمين حكمت حكما * أتى وجه الزمان به عبوسا * * حبست على الدراهم ذا جمال * ولم تحبسه إذ سلب النفوسا * وكتب إلى القاضي القضاة محيي الدين بن الزكي يستقيله من مشارفة مارستان نور الدين وكان بوابة يسمى السيد وهو في اللغة الذئب * مولاي مولاي أجرني فقد * أصبحت في دار الأسى والحتوف * * وليس لي صبر على منزل * بوابة السيد وجدي خروف * ودعاه نجم الدين ابن اللهيب إلى طعامه فلم يجبه وكتب إليه
(١٣٨)