فوات الوفيات - الكتبي - ج ٢ - الصفحة ١٣٧
* ولست أزكي النفس إذ ليس نافعي * إذا ذم مني الفعل والاسم محمود * * وما يكره الإنسان من أكل لحمه * وقد آن أن يبلى ويأكله الدود * قال ولم يكن بعد ذلك إلا أيام قلائل حتى توفي رحمه الله تعالى وأكله الدود ومن شعر علاء الدين بن غانم لما أمسك كراي المنصوري نائب الشام * أنا راض بحالتي لا مزيد * بألا أزال عبد الحميد * * لي في أمر كافل الملك بالشا * م عظات للحازم المستفيد * * جاءه بالتقليد أرغون بالأم * س وولي وعاد بالتقييد * ومنه * وكم سرحة لي بالربا زمن الصبا * أشاهد مرأى حسنها متمليا * * ويسكرني عرف الشذا من نسيمها * فأقضي هوى من طيبه حتف أنفيا * * وأسأل فيها مبسم الروض قبلة * فيبرز من أكمامه لي أيديا * * فلله روض زرته متنزها * فأبدي لعيني حسن مرأى بلا ريا * * غدا الغصن فيه راقصا ونسيمه * يكر على من زاره متعديا * * ترجلت الأشجار والماء خر إذ * نسيم الصبا أضحى به متمشيا * * تغنى لديه الورق والغصن راقص * فيعرق وجه الأرض من كثرة الحيا * وقال * فعد نفسك من أهل القبور بها * فعن قليل إليها سوف تنتقل * * واذكر مصارع قوم قد قضوا ومضوا * كأنهم لم يكونوا بعد ما رحلوا * * يا ليت شعري ما قالوا وقيل لهم * وما الذي قد أجابوا عندما سئلوا * ومن نثره في صفة قلعة ذات أودية ومحاجر لا تراها العيون لبعد مرماها إلا شزرا ولا ينظر ساكنها العدد الكثير إلا نزرا ولا يظن ناظرها إلا أنها طالعة بين النجوم بما لها من الأبراج ولها من الفرات خندق يحفها كالبحر
(١٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 ... » »»