فوات الوفيات - الكتبي - ج ٢ - الصفحة ١٣٦
ومدحه شعراء عصره وكان آخر من بقي من رؤساء دمشق كتب إلى العلامة شهاب الدين محمود * لقد غبت عنا والذي غاب محسود * وأنت على ما اخترت من ذاك محمود * * حللنا محلا بعد بعدك ممحلا * به كل شيء ما خلا الشر مفقود * * به الباب مفتوح إلى كل شقوة * ولكن به باب السعادة مسدود * فكتب إليه شهاب الدين محمود الجواب * أأحبابنا بنتم وشط مزاركم * برغمي وحالت دون وصلكم البيد * * وروعتم روض الحمى بفراقكم * فشابت نواصي بأنه وهو مولود * * ومن لم تهجه الورق وجدا عليكم * توهم أن النوح في الدوح تغريد * وكتب إليه الشيخ نجم الدين الصفدي * شنف الأسماع بالنظم الذي * قد حكى الأنجم في ظلمائها * * وبدا كالشمس إلا أنه * زاد في النور على لألائها * فأجاب * ليس للمملوك إلا مدحه * في معاليك وفي آلائها * * وبحار الفضل تجري منك لي * فمقالي قطرة من مائها * وقال رحمه الله تعالى عاتبني شهاب الدين محمود وهو صاحب الديوان وقال بلغني أن جماعة كتاب الإنشاء يذمونني وأنت حاضر ما ترد غيبتي فكتبت إليه * ومن قال إن القوم ذموك كاذب * وما منك إلا الفضل يوجد والجود * * وما أحد إلا لفضلك حامد * وهل عيب بين الناس أو ذم محمود * فأجاب بأبيات منها * علمت بأني لم أذم بمجلس * وفيه كريم القوم مثلك موجود *
(١٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 ... » »»