فوات الوفيات - الكتبي - ج ٢ - الصفحة ١٢٧
* بيض سوالفه لعس مراشفه * نعس نواظره خرس أساوره * * تعلمت بانة الوادي شمائله * وزورت سحر عينيه جآذره * * كأنه بسواد الصدغ مكتحل * وركبت فوق خديه محاجره * * نبي حسن أظلته ذوائبه * وقام في فترة الأجفان ناظره * * فلو رأت مقلتا هاروت آيته * الكبرى لآمن بعد الكفر ساحره * * قامت أدلة صدغية لعاشقه * على عذول أتى فيه يناظره * * خذ من زمانك ما أعطاك مغتنما * وأنت ناه لهذا الدهر آمره * * فالعمر كالكأس تستحلى أوائله * لكنه ربما مجت أواخره * وقال * طاب الصبوح لنا فهاك وهات * واشرب هنيئا يا أخا اللذات * * كم ذا التواني والشباب مطاوع * والدهر سمح والحبيب مواتي * * قم فاصطبح من شمس طاسك واغتبق * بكواكب طلعت من الكاسات * * صفراء صافية توقد بردها * فعجبت للنيران في الجنات * * ينسل من قار الظروف حبابها * والدر مجتلب من الظلمات * * عذراء واقعها المزاج أما ترى * منديل عذرتها بكف سقاه * * يسعى بها عبل الروادف أهيف * خنث الشمائل شاطر الحركات * * يهوى فتسبقه أساود شعره * ملتفة كأساود الحيات * * يدري منازل نيرات كئوسه * ما بين منصرف وآخر آتى * وقال أيضا * أمانا أيها القمر المطل * فض جفنيك أسياف تسل * * يزيد جمال وجهك كل يوم * ولى جسد يذوب ويضمحل * * وما عرف السقام طريق جسمي * ولكن دل من أهوى يدل * * يميل بطرفه التركي عني * صدقتم إن ضيق العين بخل * * إذا نشرت ذوائبه عليه * ترى ماء يرف عليه ظل * وقال أيضا * حديث دمعي عن غرامي شجون * تنقله عني رواة الجفون * * عجبت من صحة أخبارها * وقد تجرحن بدمع هتون *
(١٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 ... » »»