فوات الوفيات - الكتبي - ج ١ - الصفحة ٣٩١
* وتنعم في حقي بما أنت أهله * وتعلي محلي فالسها لا يقاربه * * وتلبسني من نسج ظلك حلة * تشرف قدر النيرين جلائبه * * وتركبني نعمى أياديك مركبا * على الفلك الأعلى تسير مواكبه * * وتسمح لي بالمال والجاه بغيتي * وما الجاه إلا بعض ما أنت واهبه * * ويأتيك غيري من بلاد قريبة * له الأمن فيها صاحب لا يجانبه * * وما غير من جوب الفلا حر وجهه * ولا اتصلت بالسير فيها ركائبه * * فيلقى دنوا منك لم ألق مثله * ويحظى ولا أحظى بما أنا طالبه * * وينظر من لألاء قدسك نظرة * فيرجع والنور الإمامي صاحبه * * ولو كان يعلوني بنفس ورتبة * وصدق ولاء لست فيه أصاقبه * * ولكنه مثلي ولو قلت إنني * أزيد عليه لم يعب ذاك عائبه * * ولا بالذي يرضيه دون نصيره * ولو أنعلت بالنيرات مراكبه * * لكنت أسلي النفس عما أرومه * وكنت أذود العين عما تراقبه * * وما أنا ممن يملأ المال عينه * ولا بسوي التقريب تقضى مآربه * * ومن عجب أني لدى البحر واقف * وأشكو الظما والبحر جم عجائبه * * وغبر ملوم من يؤمك قاصدا * إذا عظمت أغراضه ومآربه * * وقد رضت مقصودي فتمت صدوره * ومنك يرجى أن تتم عواقبه * فلما وقف الخليفة عليها أعجبته كثيرا فاستدعاه سرا بعد مضى شطر من الليل فدخل من باب السر إلى إيوان فيه ستر مضروب فقبل الأرض فأمر بالجلوس فجعل الخليفة يحدثه ويؤنسه ثم أمر الخدام فرفعوا الستر فقبل الأرض وقبل يده فأمر بالجلوس فجلس وجاراه في أنواع من العلوم وأساليب الشعر وأخرجه ليلا وخلع عليه خلعة سنية عمامة مذهبة سوداء وجبة سوداء مذهبة وخلع على أصحابه ومماليكه خلعا جليلة وأعطاه مالا جزيلا وبعث في خدمته رسولا مشربشا من أكبر خواصه إلى الكامل يشفع فيه في إخلاص النية له وإبقاء ملكه عليه والإحسان إليه وبلغ الكامل فخرج إلى تلقيهما إلى القصر
(٣٩١)
مفاتيح البحث: الصدق (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 386 387 388 389 390 391 392 393 394 395 396 ... » »»