فوات الوفيات - الكتبي - ج ١ - الصفحة ٣٨٦
* فقر عينا بهذا الفتح وابتهجت * بفتحه الكعبة الغراء في الحجب * * سار في الأرض سير الريح سمعته * فالبر في طرب البحر في حرب * * وخاضت البيض في بحر الدماء وما * أبدت من البيض إلا ساق مختضب * * وغاص زرق القنا في زرق أعينهم * كأنها شطن تهوى إلى قلب * * توقدت وهي غرقى في دمائهم * فزادها الطفح منها شدة اللهب * * وذاب من حرها عنهم حديدهم * فقيدتهم بها ذعرا يد الرهب * * كم أبزرت بطلا كالطود قد بطلت * حواسه فغدا كالمنزل الخرب * * أجرت إلى البحر بحرا من دمائهم * فراح كالراح إذ غرقاه كالحبب * * تحكمت وسط فيهم قواضبنا * قتلا وحاويها عن السلب * * كأنه وسنان الرمح يطلبه * برج هوى وواه كوكب الذنب * * بشراك يا ملك الدنيا لقد شرفت * بك الممالك واستعلت على الرتب * * ما بعد ' عكا ' وقد لانت عريكتها * لديك شيء تلاقيه على تعب * * فانهض إلى الأرض فالدنيا بأجمعها * مدت إليك فواصلها بلا نصب * * كم قد دعت وهي في أسر العدا زمنا * صيد الملوك فلم تسمع ولم تجب * * أتيتها يا صلاح الدين معتقدا * بأن داعي صلاح الدين لم يخب * * سلت فيها كما سالت دماؤهم * من قبل إحرازها بحرا من الذهب * * أدركت ثار صلاح الدين إذ غصبت * منه لسر طواه الله فيا للقب * * وجئتها بجيوش كالسيول على * أمثالها بين آجام من القضب * * وحطتها بالمناجيق التي وقفت * إزاء جدرانها في حجفل لجب * * مرفوعة نصبوا أضعافها فغدا * للكسر والحطم منهم كل منتصب * * ورضتها بنقوب ذللت شمما * منها وأبدت محياها بلا نقب * * وغنت البيض في الأعناق فارتقصت * أبراجها لعبا منهن باللعب * * وخلقت بالدم الأسوار فانفغمت * طيبا ولولا دماء الخبث لم تطب * * وأبرزت كل خود كاعب نثرت * رؤوسهم حين زفوها بلا طرب * * باتت وقد جاورتنا ناشزا وغدت * طوع الهوى في يدي جيرانها الجنب * * بل أحرزتهم ولكن للسيوف لكي * لا يلتجى أحد منهم إلى الهرب * * أضحت أبا لهب تلك البروج وقد * كانت بتعليقها حمالة الحطب *
(٣٨٦)
مفاتيح البحث: الصيد (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 381 382 383 384 385 386 387 388 389 390 391 ... » »»