فوات الوفيات - الكتبي - ج ١ - الصفحة ٣٨٧
* وتمت النعمة العظمى وقد كملت * بفتح صور بلا حصر ولا نصب * * وجارت النار في أرجائها وعلت * فأطفأت ما بصدر الدين من كرب * * وأفلت البحر منهم من يخبر من * يلقاه من قومه بالويل والحرب * * أختان في أن كل منهما جمعت * صليبة الكفر لا أختان في النسب * * لما رأت أختها بالأمس قد خربت * كان الخراب لها أعدى من الجرب * * الله أعطاك ملك البحر إذ جمعت * لك السعادة ملك البر والعرب * * من كان مبدأ ' عكا ' و ' صور ' معا * ف ' الصين ' أدنى إلى كفيه من ' حلب ' * * علا بك الملك حتى إن قبته * على البرايا غدت ممدودة الطنب * * فلا برحت قرير العين مبتهجا * بكل فتح مبين المنح مرتقب * وقال: أيضا يمدحه عند فتح قلعة الروم سنة إحدى وتسعين وستمائة -:
* لك الراية الصفراء يقدمها النصر * فمن كيقباذ إن رآها وكيخسرو * * إذا خفقت في الأرض هدب بنودها * هوى الشرك واستعلى الهدى وانجلى الثغر * * وإن نشرت مثل الأصائل في وغى * جلا النقع من لألاء طلعتها البدر * * وإن يممت زرق لعدا سار تحتها * كتائب خضر تحتها البيض والسمر * * كأن مثار النقع ليل، وخفقها * بروق، وأنت البدر، والفلك البحر * * لها كل يوم أين سار لواؤها * هدية تأييد يقدمها الدهر * * وفتح أتى في إثر فتح كأنما * سماء بدت تترى كواكبها الزهر * * فكم وطئت طوعا وكرها معاقل * مضى الدهر عنها وهي عانسة بكر * * فإن رمت حصنا سابقتك كتائب * من الرعب أو جيش يقدمه النصر * * ففي كل قطر للعدى حصونهم * من الخوف أسياف تجرد أو حصر * * فلا حصن إلا وهو سجن لأهله * ولا جسد إلا لأرواحهم قبر * * وما قلعة الروم التي حزت فتحها * وإن عظمت إلا إلى غيرها جسر * * محجبة بين الجبال كأنها * إذا ما تبدت في ضمائرها سر * * تفاوت وصفها فللحوت فيهما * مجال وللنسرين بينهما وكر * * فبعض رسا حتى جرى الماء فوقه * وبعض سما حتى همى دونه القطر *
(٣٨٧)
مفاتيح البحث: الخوف (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 382 383 384 385 386 387 388 389 390 391 392 ... » »»