فوات الوفيات - الكتبي - ج ١ - الصفحة ٣٩٠
* وأصبح ثغر الأقحوانة ضاحكا * تدغدغه ريح الصبا وتداعبه * * تمر على نبت الرياض بليلة * تجمشه طورا وطورا تلاعبه * * وأقبل وجه الأرض طلقا وطالما * غدا مكفهرا موحشات جوانبه * * كساه الحيا وشيا من النبت فاخرا * فعاد قشيبا غوره وغواربه * * كما عاد بالمستنصر بن محمد * نظام المعالي حين قلت كتائبه * * إمام تحلى الدين منه بماجد * تحلت بآثار النبي مناكبه * * هو العارض الهتان لا البرق مخلف * لديه ولا أنواره وكواكبه * * إذا السنة الشهباء شحت بطلها * سخا وابل منه وسحت سواكبه * * فأحيا ضياء البرق ضوء جبينه * كما نحلت جود الغوادي مواهبه * * له العزمات اللائي لولا نضالها * تزعزع ركن الدين وانهد جانبه * * بصير بأحوال الزمان وأهله * حذور فما تخشى عليه نوائبه * * بديهته تغنيه عن كل مشكل * وإن حنكته في الأمور تجاربه * * حوى قصبات السبق مذ كان يافعا * وأربت على زهر النجوم مناقبه * * تزينت الدنيا به وتشرفت * بنوها فأضحى خافض العيش ناصبه * * لئن نوهت باسم الإمام خلافة * ورفعت الزاكي المنار مناسبه * * فأنت الإمام العدل والعرق الذي * به شرفت أنسابه ومناصبه * * وأغنيت حتى ليس في الأرض معدم * يجور عليه دهره ويحاربه * * ومن جده عم النبي وخدنه * إذا صارمته أهله وأقاربه * * جمعت شتيت المجد بعد انفراقه * وفرقت جمع المال فانهال كاثبه * * ألا يا أمير المؤمنين ومن غدت * على كاهل الجوزاء تعلو مراتبه * * أيحسن في شرع المعالي ودينها * وأنت الذي تعزى إليه مذاهبه * * بأني أخوض الدو والدو مقفر * سبارته مغبرة وجوانبه * * وأرتكب الهول المخوف مخاطرا * بنفسي ولا أعبا بما أنا راكبه * * وقد رصد الأعداء لي كل مرصد * فكلهم نحوي تدب عقاربه * * وآتيك والعضب المهند مصلت * طرير شباه فاتنات ذوائبه * * وأترك آمالي ببابك راجيا * بواهر جاه يبهر النجم ثاقبه * * فتقبل مني عبد رق فيغتدى * له الدهر عبدا طائعا لا يغالبه *
(٣٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 385 386 387 388 389 390 391 392 393 394 395 ... » »»