فوات الوفيات - الكتبي - ج ١ - الصفحة ٤٠٢
* ماذا تعد لمن تعاديه إذا * ما طرفك اغتال المحب المشفقا * وقال أيضا * لمن رسوم ما كدت أعرفها * أوحش محتلها ومألفها * * قضت علينا آثار ساكنها * أن المطايا يطول موقفها * * أنفقت فيها الدموع عن ثقة * أن دواعي الحنين تخلفها * * أعباء شوق أعيا تحملها * فابتدرت أدمعي تخففها * * سقيا لها والظباء سانحة * بجوها والرماح تكنفها * * حيث القدود الرشاق أقتلها * لأنفس العاشقين أهيفها * * منعمات الأعطاف ميدها * مختصرات الخصور نحفها * * تلك خصور ما زال مختطفا * لب فؤاد الحليم مخطفها * * فمن معيني على غريم هوى * يلوي ديوني ولا يسوفها * * نهيت قلبي عن حبه فأبت * أن ترعوى صبوة أعنفها * * يظمأ إلى خمر عذب ريقته * فمي وعود الأراك يرشفها * * فآه من زفرة أرددها * فيه ومن عبرة أكفكفها * * مرهف قضب العيون أكحلها * مضعف نبل الجفون أوطفها * * يا مشرقي بالدموع بل صدى * حشاشة لا يبل مدنفها * * دمي على وجنتيك تثبته * شهود دمع ما زلت أقذفها * * فكيف ترجي النجاة من مقل * أفتكها بالقلوب أضعفها * * والنفس مذ كابدت هواك أبت * عنه انحرافا فكيف أصرفها * * فهات قل لي يا من لواحظه * تشفي قلوبا منا وتشغفها * * أهذه قامة يرنحها * تيهك أم صعدة يثقفها * * وأعين أم قواضب الملك الظاهر * يوم الهياج يرهفها * وقال من أبيات * لي الله قلبا لا تزال تشوقه * طلائع أحلام تغر وتخدع * * إذا صبوة عنها أمالته سلوة * تعرض زور من خيال فترجع * * خليلي هبا فانظرا لي جذوة * سما نحوها طرفي أم البرق يلمع * * فإن كان برقا فاستميحاه وقفة * لعل شآبيب الحيا منه تهمع *
(٤٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 397 398 399 400 401 402 403 404 405 406 407 ... » »»