فوات الوفيات - الكتبي - ج ١ - الصفحة ٣٩٥
وكان رحمه الله تعالى معتنيا بتحصيل الكتب النفيسة ووفد عليه راجح الحلى ومدحه فوصل إليه منه ما يزيد على أربعين ألف درهم وأعطاه على قصيدة أخرى ألف دينار وكتب الملك الناصر داود إلى وزيره فخر القضاة بن بصاقة * يا ليلة قطعت عمر ظلامها * بمدامة صفراء ذات تأجج * * بالساحل النامي روائج نشره * عن روضه المتضوع المتأرج * * واليم زاه قد جرى تياره * من بعد طول تقلق وتموج * * طورا يدغدغه النسيم وتارة * يكرى فتوقظه بنات الخرزج * * والبدر قد ألقى سنا أنواره * في لجة المتجعد المتدبج * * فكأنه إذ قد صفحة متنه * بشعاعه المتوقد المتوهج * * نهر تكون من نضار يانع * يجرى على أرض من الفيروزج * ومن شعره * صبحاني بوجهه القمري * واصبحاني بالسلسبيل الروي * * بدر ليل يسعى بشمس نهار * فشهى ينتابنا بشهي * * واعجبا لاجتماع شمس وبدر * في سنائي سنا كمال بهي * * إن تبدت بوجهها ذهبيا * قلت هذا من وجهه الفضي * * يا ولوعا بالنبل أصميت قلبي * بسهام من لحظك البابلي * * رشقته من حاجبيك سهام * منتضاة أحسن بها من قسي * ومنه * لوعاينت عيناك حسن معذبي * ما لمتني ولكنت أول من عذر * * عين الرشا قد القنا ردف النقا * شعر الدجى شمس الضحى وجه القمر * ومما ينسب إليه وهو غاية * بأبي أهيف إذا رمت منه * لثم ثغر يصدني عن مرامي *
(٣٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 390 391 392 393 394 395 396 397 398 399 400 ... » »»